الحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخ  التعاليم الإسلامية

38serv

+ -

تشير الرّوايات المتداولة إلى أنّ فكرة تأسيس زاوية الهامل أملاها الأمير عبد القادر على المؤسّس سيدي محمّد بن أبي القاسم، في لقاء جمعهما في صحراء لمعيدات عام 1844م، وتوطّدت عائلة ابن محي الدّين بالشّيخ محمّد بن أبي القاسم  وتوثّقت بعد نفيه إلى بلاد الشّام في شكل تبادل للرّسائل، وتواصلت العلاقة حتّى بعد وفاة الأمير مع ولده الأمير الهاشمي الذي اختار التوجّه إلى بوسعادة في أوت 1895م، وأقام فيها حتّى وفاته في 18/04/1900م ودفن بها. لقد بلغت الزّاوية والمعهد شهرة واسعة وتوافد عليها الطلبة من كلّ أنحاء الوطن، وحقّقت الزّاوية الرّحمانية في زمن قصير  صيتًا واسعًا. وبعد وفاة الشّيخ المؤسّس تولّت ابنته لالا زينب مشيخة الزّاوية وأبلت بلاءً حسنًا حتّى قالت عنها الرحّالة ”إيزابيل إيبرهاردت” إنّه ربّما هذه المرأة الّتي تلعب دورًا إسلاميًا عظيمًا هي الفريدة في المغرب الإسلامي. ويقول ”جاك بيرك”  في رسالة وجّهها إلى أحد شيوخ الزّاوية وهو الشّيخ مصطفى القاسمي في سبتمبر 1965م.. إنّ تاريخ زاوية الهامل يهمّ تاريخ المغرب بأسره من حيث المجهود الذي بذلته بكلّ عزم حتّى في زمن الاستعمار. وارتاد المعهد القاسمي في سنوات الاستقلال الأولى أكثر من ألف طالب وتجاوز العدد 1500 طالب بداية السبعينيات، كما ارتفعت نسبة النّجاح في البكالوريا إلى 90 بالمائة. ومن أبرز خريجي المعهد والزّاوية، الشّيخ محمّد بن عبد الرّحمن الديسى والشّيخ محمّد بن آبي القاسم الحفناوى صاحب كتاب ”تعريف الخلف برِجال السّلف” والشّيخ محمّد العاصمي (مفتى الحنفية بالعاصمة)..ومن الّذين لاتزال أعمالهم تعتبر مراجع مهمّة فى التّعليم والتّدريس والإفتاء الشّيخ عبد السّلام التازي الّذي تولّى التّدريس بجامعة القرويين بالمغرب، الشّيخ بن المفتي الّذي تولّى القضاء بڤفصة في تونس والشّيخ عبد الحميد بن سماية والشّيخ حمدان الونيسى أستاذ الشّيخ ابن باديس.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات