+ -

 تتوالى تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة بعد المبادرة المصرية لوقف العدوان التي رحبت بها إسرائيل ورفضتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس، والتي اعتبرتها خدمة مجانية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بينما استنكر بعض المتابعين للعدوان على القطاع أحد بنود المبادرة التي تنص على تجريد حركة حماس وفصائل المقاومة بغزة من سلاحها، كأحد شروط أي تهدئة.وكانت مصر قد أطلقت مبادرة تطالب فيها بوقف فوري للأعمال العدائية برا وبحرا وجوا، ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني وتخفيف معاناته في الأراضي المحتلة، وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية، وأن تحصل القاهرة على ضمانات التنفيذ.إلى ذلك، قرر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلغاء زيارته إلى مصر التي كانت مقررة أمس الثلاثاء، لدفع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، دون إبداء أي أسباب. وفي السياق، أشاد اللواء عادل سليمان الخبير العسكري والمدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، بموقف حماس من المبادرة المصرية، وشدد على ضرورة إعادة النظر في بنودها، وأضاف “بالقطع كان لابد على حماس أن تأخذ هذا الموقف، لأنه ليس من الطبيعي أن تفرض عليه أي مبادرة بعد كل الجرائم السافرة التي تفنن في تنفيذها العدوان الصهيوني في حق الإنسانية، ولا ينبغي أن تسلم حماس وجميع فصائل المقاومة بهذه السهولة دون أي مقابل واستمرار الحصار وغلق المعابر، وبالتالي لابد أن يكون هناك تحرك أكثر عدالة، وألا نلزم أشقاءنا الفلسطينيين إذا كانوا متمسكين بالمقاومة”. وفسر اللواء سليمان قبول الجانب الصهيوني المبادرة المصرية قائلا لـ “الخبر”، “من الواضح أنه كان هناك تنسيق مصري إسرائيلي أمريكي وفلسطيني بمشاركة الرئيس محمود عباس، لصياغة بنود المبادرة دون التنسيق مع حركات المقاومة، لتأتي وتفرض عليهم قبولها بشروط غير مقبولة وأسلوب مهين للمقاومة”. وفي تعليقه على تهديدات الصهاينة بشن غارات أكثر حال رفض حماس المبادرة، أوضح الخبير العسكري “فكرة التخويف والأسلوب المموج والتهديد باجتياح القطاع وإبادته كلام غير مقبول، فلتأت إسرائيل ولتدمر إن كانت تستطيع فعل ذلك، لكنها لن تنجح وسوف تتكبد خسائر فادحة، وقد حاولت وفشلت من قبل في 2008 و2009، لأن تكلفة الاحتلال عالية وليس في مقدورها أن تتحملها، كما أنها ليست العدو الجبار الذي يروج له أنصارها، إسرائيل عدو مبني على الوهم والتخويف، والمقاومة الفلسطينية ستتمكن من كسر وتدمير نظرية العدو الإسرائيلي، ولابد من قناعة بأن الفلسطينيين سيقاومون وهذا من حقهم، وعلينا أن نقف إلى جوارهم”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: