يعدّ الأسطورة الإسبانية لكرة المضرب رافاييل نادال أو ”رافا” كما تطلق عليه الصحافة، المصنف الأول عالميا والرياضي الأعظم في إسبانيا لعام 2012، وأفضل رياضي في العالم لعام 2010. يوصف نادال بالمحارب ذي القبضة الفولاذية، وقد صنع لنفسه أسلوبا خاصا منذ بداياته ولم يستطع منافسوه التغلّب عليه، وضع الفوز نصب عينيه دائما، فوصل لصدارة التصنيف العالمي لسنوات مستمرة.ولد رافاييل نادال باريرا في 3 جوان 1986 ببلدة ماناكور الواقعة في جزيرة مايوركا، أكبر الجزر الإسبانية، والده سيباستيان نادال، يملك شركة تجارية لصناعة الزجاج، أما والدته آنا ماريا باريرا، فهي ربّة منزل وحاليا رئيسة مؤسسة “رافاييل نادال الخيرية” ولديه شقيقة تصغره تدعى ماريا إيزابيل.يبقى عمّه لاعب كرة المضرب السابق توني نادال، صاحب الفضل الأكبر في وصول “رافا” لبطولة العالم، فهو الذي أحدث نقلة نوعية في أسلوبه عندما درّبه على استخدام يده اليسرى في اللعب رغم أنّه يستخدم يده اليمنى في جميع الأنشطة الأخرى، إلاّ أن هذا التغيير كان له ميزة طبيعية في الضربة الخلفية. عندما بلغ رافاييل سن الـ12 حاز اللقبين الإسباني والأوروبي في كرة المضرب لمجموعة جيله، وكان وقتها يلعب كلا من كرة المضرب وكرة القدم بكثافة، ثم أجبره والده على الاختيار بين كرة القدم وكرة المضرب لكي لا يؤثّر الأمر سلبا في دراسته. اختار الفتى الموهوب كرة المضرب، واستمر في التدرّب وتولى والده الإنفاق على تدريبه بدلا من الاتحاد الإسباني لكرة المضرب، ليحافظ على ابنه بجواره، وفي 2001 تغلّب على بطل “غراند شلام” السابق “بات كاش” في مباراة استعراضية، حيث لفت الأنظار للفتى الموهوب الذي كان في الخامسة عشرة من عمره، وبالفعل مع بلوغه سن الـ16 اقتحم نادال تصنيف أفضل 50 لاعبا على المستوى العالمي.نادال الذي يعرف أيضا بالماتادور، يعدّ أول إسباني يصل للمرتبة رقم 1 لأكثر من 100 أسبوع متتال، وأيضا أول لاعب إسباني (ذكور وإناث) يحصل على الذهبية في بطولات “غراند شلام” الكبرى، وأول لاعب إسباني (ذكور) يفوز ببطولة أستراليا المفتوحة وثاني لاعب إسباني (ذكور) يفوز ببطولة ويمبلدون وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة.وفي العام الماضي، أكد “الماتادور” الإسباني القادم من الجنوب نجاحه، حاصدا اللقب تلو اللقب مسجّلا خمسة وسبعين انتصارا مقابل سبع هزائم، لينهي بذلك العام وفي رصيده عشرة ألقاب أهمّها المصنف الأول عالميا. لا تتوقف انتصارات نادال على ذلك فقط، فهو صاحب سلسلة من النتائج القياسية، فمن خلال فوزه ببطولة فرنسا المفتوحة “رولان غاروس” لسنتين متتاليتين، أصبح أول لاعب من الذكور فاز 8 مرات بإحدى بطولات “غراند شلام”، وأول لاعب فاز بها لمدّة تسع سنوات متتالية، ويحمل الرقم القياسي لمعظم الألقاب المتتالية في البطولة. لم يحظ نادال بحظ وافر في موسم الملاعب العشبية، فقد انتهت سلسلة نجاحاته الـ24 عندما خسر بالدور الأول لبطولة “هالي” في ألمانيا في جوان 2005، وبالدور الثاني في ويمبلدون، لكنّه عاد بعد ذلك ليفوز بـ16 مباراة متتالية وبثلاث بطولات متتالية، ليرتفع تصنيفه إلى المركز الثاني عالميا في جويلية 2005.استمر نادال في كفاحه على الملاعب المختلفة، لكنه ظلّ ملك الملاعب الترابية خلال الفترة من 2005 حتى 2008، شارك فيها في جميع البطولات وحقق ألقابا عدّة لكنّه لم يستطع الفوز بـ”ويملبدون” ملكة البطولات على الأراضي العشبية أو ببطولة أمريكا المفتوحة بملاعبها الصلبة إلاّ في العام 2012. تبوأ نادال مركز المصنف الأول عالميا في قائمة تصنيف لاعبي رابطة محترفي كرة المضرب في أوت 2008 وحتى جويلية 2009، واستطاع العودة للمركز الأول بعد نهاية بطولة فرنسا المفتوحة في جوان 2010، كما كان مصنفا ثانيا عالميا قبل تربعه على القمة لمدّة قياسية تعادل 160 أسبوع.حطّم نادال الكثير من الأرقام القياسية التي من الصعب كسرها، لكن هناك أيضا الكثير من الأرقام الأخرى التي يمكن أن يحطمها في مسيرته المستمرة، ومنها عدد ألقاب “غراند شلام” التي حقّقها حتّى الآن وهو 13 لقبا، ولايزال أمامه الكثير من السنوات التي يمكن أن يحقق فيها المزيد منها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات