حفظي القرآن كان صعبًا وحفاظي عليه أصعب

+ -

 “حفظتُ القرآن الكريم وعمري 12 سنة، وتجلّدت في الحفاظ على حفظه 11 سنة حتّى السّاعة، بالمراجعة والمثابرة المستمرتين، بمعدل ختمتين في الشّهر الواحد، وأربعة أحزاب يوميًا منذ سنة 2003”.. هكذا استطاع الشّاب يونس ماحي من المدية أن يشدّ بالنواجذ على كتاب الله، وهو اليوم يحضّر لشهادة ماستر في العلوم الإسلامية بجامعة الأغواط.تتلمذ يونس على يد الشّيخ عبد القادر بداية في عين العرايس أعالي المدية، ثمّ واصله وأنهاه بمسجد أبي بكر الصّدّيق على يد الشّيخ يوسف مناصر بحي تخابيت وسط المدينة، ليتمكّن بجدارة بعدها من نيل تكريمين أحدهما من يد الرئيس بوتفليقة عامي 2003 و2005 حائزًا بذلك المرتبة الأولى وطنيًا، ومرتبتين أوليين عامي 2010 و2011 على مستوى ولاية المدية. وأضاف: “كان حلمي أن أذهب أبعد سنة 2012 لولا أنّ الثلوج الّتي عرفتها المدية في شتاء تلك السنة منعتني من التنقّل إلى الاستحقاقات التّرتيبية في الجزائر العاصمة من أجل اقتحام إحدى المنافسات الدّولية لحفظ القرآن، وهو حلم يبقى يُراودني وسأسعى إلى تحقيقه ما استطعت”.وحسب يونس، فإنّ التّعليم القرآني في مدينة المدية مازال متوهّجًا، لكنّه يستحقّ أكثر عناية وجدّية، لأنّ بعض العائلات أصبحت ترى في المدرسة القرآنية مجرّد حضانة لتحميل معلّم القرآن ليست فقط مسؤولية تحفيظ كتاب الله للأجيال، بل أصعب من ذلك تحميله الواجبات التربوية المبدئية للأطفال بدل أوليائهم و”كأنّك تشعر أحيانًا، حسب ما عايشته أنّ عائلات تأتي بأطفالها للمعلم لمجرد التحرّر من مشاغباتهم لا غير”، يقول يونس مؤكّدًا على ضرورة وضع في عين الاعتبار الانسجام بين تحفيظ القرآن للطفل من طرف المعلّم والحفاظ عليه كمَكسب عائلي من طرف الأولياء عند عودته إلى البيت.ويضيف يونس بأنّ حفظ القرآن لا يكفي بالنّسبة لأيّ شاب، ما لم يـتـوّج كـلّ ذلك بخلق قرآني قويم، عملًا بوصف الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّه “كان خُلقه القرآن”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات