يظهر خلال شهر الصيام عدد من مظاهر التآزر بين الجزائريين على أشكال مختلفة، منها المساعدات المادية ما بين الأسر والصدقات، ومنها مطاعم الرحمة التي تضمن إفطارا للعائلات المعوزة وعابري السبيل، ومنها ما تضمنه بعض الجمعيات لفئات معينة مثل مرضى السرطان القاطنين خارج الجزائر العاصمة، مثلما هو الحال بالنسبة لدار جمعية “الأمل”.تتنوع مطاعم الرحمة خلال شهر الصيام بين تلك التي يشرف عليها الهلال الأحمر الجزائري وتلك التي يشرف عليها الأفراد والخواص. وقد وقفنا لدى زيارتنا لبعض منها في العاصمة، صبيحة أحد أيام الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل، على التحضيرات الأولية.تقول السيدة سكينة، إحدى المتطوعات للطبخ بمطعم بشارع حسيبة بن بوعلي، إنها تبدأ في الصباح الباكر بتنظيف المكان وإعداده تمهيدا للشروع في تحضير الأطباق التي يجب أن تكون جاهزة، حتى يسمح لبعض العائلات المعوزة التي ترفض التنقل للمطعم بأن تنقل الطعام إلى منازلها، حيث تتولى نسوة هذه المهمة.جو أسري لمريضات السرطاننوع آخر من المطاعم الخاصة بشهر الصيام ممثلة في تلك الموجهة للمرضى، من بينها مطعم “دار الأمل” لمرضى السرطان، الذي يمكّن مرضى الداء الذين يجبرون على متابعة علاجهم في العاصمة من الالتفاف حول مائدة إفطار جماعي، وهي الأجواء التي تنسيهم معاناتهم مع الداء من جهة والبعد عن الأهل والأبناء من جهة أخرى.وعما توفره الجمعية لمساعدة مرضى السرطان، تقول رئيستها السيدة حميدة كتاب إن كثيرا من النسوة المصابات بداء السرطان أو المرافقات لأبنائهن المصابين، والقادمات من ولايات داخلية، يجدن أنفسهن مجبرات على التواجد في العاصمة، سواء خلال فترة العلاج الإشعاعي الخاص بهن أو علاج آخر لأبنائهن، وبالتالي يجدن في الدار المفتوحة طيلة العام لاستقبالهن، الجو الرمضاني الذي يفتقدنه، حيث تشرف المتطوعات على طبخ وتقديم ما لذّ وطاب لهن من أطباق ولأبنائهن، كما “نحرص على خلق جو سمر رائع بين المريضات خلال السهرة لننسيهن عناء ما كابدنه من مضاعفات جراء خضوعهن للعلاج خلال الفترة النهارية، خاصة أن كل المريضات يفضلن الصيام رغم المضاعفات الثانوية التي يتعرضن لها جراء الخضوع للعلاج الإشعاعي”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات