+ -

 القرآن الكريم معجزة الله الخالدة، مظاهر وصور الإعجاز فيه تنوّعَت وتعدّدَت إلى درجة الشمول والكمال، فهو من حيث البلاغة والفصاحة ما عجز العرب والعجم بل ومعهم الجن على أن يأتوا بمثله، وهو من حيث التّشريع والتّنظيم دستور شامل لكلّ مظاهر مناحي الحياة، قال عنه سبحانه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَاب َ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}، ثمّ هو كتاب إعجاز علمي وحضاري وضع أسسًا لبناء حضارة تستمر باستمرار المنهج وتسقط بتضييعه، كيف ذلك؟مكونات الحضارة، أيّ حضارة وأسسها التي تبنى عليها كما تعلّمنا من أستاذنا الكبير الراحل مالك بن نبي ثلاث: 1. الأرض: وهي جزء من الكون. 2. العمر (الزمن): وهي المدة الزمنية التي يعيشها الجيل. 3. الإنسان: والمقصود منه العقل.أمّا تصوّر القرآن الكريم ونظرته للحياة (الزمن) فهي تقوم على اعتبار قيمتها وعلاقتها بالآخرة، القرآن الكريم يصوّر لنا أعمارنا نحن بنو آدم أنّها أيّام معدودة بالدقائق والثواني، وهي في حقيقتها متاع الغرور ومحلّ للاختبار والابتلاء، وهي وإن طالت معبر وممر لحياة أخرى سرمدية أبدية، قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيُّكم أحسن عملاً}.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات