أدى انقسام وجهات نظر الطبقة السياسية داخل حزب اليمين الفرنسي، نهار أمس، بين مؤيد ومعارض إلى وضع حاجز أمام حزب اليمين المتطرف التي ظفرت مرشحته بالمركز الأول في الانتخابات الجزئية التشريعية بالمقاطعة الرابعة “دوب” بنسبة 32 في المائة، متقدمة على مرشح الحزب الاشتراكي لليسار الفرنسي الذي تحصل على نسبة 28 في المائة، مقصية بذلك ممثل حزب اليمين الفرنسي وطاردة إياه خارج حلبة المصارعة، الأمر الذي زعزع بيت الحزب وجعل الرأي العام يلتمس نوعا من الفشل لدى رئيس الحركة نيكولا ساركوزي المتربع على عرشها منذ شهرين، فقد تهاون هذا الأخير في القيام بالحملة الانتخابية لهذه التشريعيات الجزئية، عكس مارين لوبان وفالس، كما أنه من المرتقب أن يعلن ساركوزي ظهيرة اليوم عما سيخلص إليه اجتماع أعضاء الحزب في اتخاذه القرار الأخير وموقف حول ضمهم لأصواتهم إلى مرشح اليسار الفرنسي أو الامتناع عن التصويت.وقبل ذلك، كانت قد دعت الممثلة الثانية لحزب اليمين نتالي كوسيسكو موريزي إلى تضييق الخناق على حركة الجبهة الوطنية ودعم مرشح حزب اليسار الفرنسي، في حين رأى البعض الآخر بأنه من الأجدر الامتناع عن التصويت أو وضع بطاقة بيضاء، معتبرين بذلك أن لكل واحد حرية الرأي، في انتظار ما سيخرج به اجتماع اليوم.ومن جهته، رئيس الوزراء مانوال فالس كان قد دعا حزب اليمين الفرنسي إلى التجمع وراء ممثل اليسار فردريك باربيي وتقديم له الدعم، مع عدم السماح للحزب الذي تترأسه مارين لوبان بالمرور إلى الدور الثاني، الأحد القادم، طالبا من اليمينيين التمسك بوحدة الجمهورية والالتزام بفرض نفسها، بالمشاركة بقوة في التصويت، مذكرا بضرورة الحفاظ على صورة التلاحم والوحدة الوطنية ومبادئ اللائكية التي رسمتها أجواء مسيرة الجمهورية يوم 11 جانفي الماضي.وتجدر الإشارة إلى أن حزب اليسار لم يكن منتظرا فوزه في الدور الأول في هذه الانتخابات التشريعية الجزئية أمام انهزاماته المتتالية منذ سنة 2012، كان آخرها في ديسمبر 2014، ولاشك أن السبب في ذلك يرجع إلى وقع حادثة “شارلي إيبدو” وتأثير الهجمات الأخيرة التي دفعت بالفرنسيين إلى استرجاع الثقة بقوة في حزب اليسار الحاكم، إلا أن الاحتمالات لا تزال واردة في تزحلق أصوات اليمين نحو مرشحة اليمين المتطرف الذي يعرف منذ الآونة الأخيرة رواجا كبيرا واجتياحا واسعا وسط الساحة السياسية، ما قد يرجح بعد إقصاء اليمين الفرنسي من هذه الانتخابات التشريعية الجزئية التقاء مارين لوبان وفرانسوا هولاند في الدور الثاني من رئاسيات 2017.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات