+ -

 للإخلاص ارتباط وثيق بالنّية، ولو قلنا إنّ الإخلاص هو تطهير النّية وتجريدها لله عند العمل والسّعي لما بعدنا عن الحقيقة، ولذلك جاء في الحديث النّبويّ المتّفق عليه: “إنّما الأعمال بالنّيات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى”. وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما يقول له: “مَن خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين النّاس”.

وأعدى أعداء الإخلاص هو الرّياء، فلو أنّ الإنسان راءى بعمله ولم يقصد به وجه الله إطلاقًا فسد عمله، ولعلّ هذا هو المراد من الحديث القائل: “أوّل مَن يسأل يوم القيامة ثلاثة: رجل أتاه الله العلم فيقول الله تعالى: ما صنعت فيما علمت؟ فيقول: يا ربّ كنت أقوم به أناء اللّيل وأطراف النّهار. فيقول الله تعالى: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت بل أردت أن يُقال: فلان عالم. ألا فقد قيل ذلك. ورجل أتاه الله مالًا فيقول الله تعالى: لقد أنعمتُ عليك فماذا صنعت؟ فيقول: يـا ربّ كنت أتصدّق به أناء اللّيل وأطراف النّهـار. فيقول الله تعالى: كذبتَ، وتقول الملائكة كذبتَ، بل أردتَ أن يُقال فلان جواد. ألا فقد قيل ذلك، ورجل قتل في سبيل الله، فيقول الله تعالى: ماذا صنعتَ؟ فيقول: يا ربّ أمرتَ بالجهاد فقاتلتُ حتّى قُتِلت، فيقول الله تعالى: كذبتَ، وتقول الملائكة كذبتَ، بل أردتَ أن يُقال: فلان شجاع، ألا فقد قيل ذلك”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات