+ -

يقول عليه الصّلاة والسّلام: “مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه” متفق عليه. هذا الحديث يدل على استحباب قيام رمضان، لمَا في قيامه من التقرّب إلى الله تعالى ونيل رضوانه، ولذلك شُرِعت لنا صلاة التّراويح، والّذي شرعها هو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتبعه على ذلك الصّحابة رضوان الله عليهم، فقد ورد في موطأ الإمام مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُرَغِّبُ في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: “مَن قام رمضان إيمانَا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه”.

وثبت أنّ النّاس كانت تقوم رمضان على زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وحتّى جمع النّاس على قارئ واحد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو أوّل مَن فعله، والّذي فعله عمر هو إحياء هذه السنّة، فقد ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قام رمضان وقام النّاس بقيامه ثلاثة أيّام، ولم ينكر عليهم، ثمّ ترك ذلك خشية أن تُفرَض عليهم. فعن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خرج ليلة من جوف اللّيل فصلّى وصلّى رجال بصلاته، فأصبح النّاس فتحدّثوا فكثر أهل المسجد من اللّيلة الثالثة، فخرج رسول الله فصلّى صلاته، فلمّا كانت اللّيلة الرّابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى خرج لصلاة الصّبح، فلمّا قضى الفجر أقبل على النّاس فتشهد ثمّ قال: “أمّا بعد فإنّه لم يخفَ عليّ مكانُكُم ولكن خشيت أن تُفرَضَ عليكم فتَعجِزُوا عنها” وبقي الأمر على الترك إلى أن توفيَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنه، فلمّا رأى عمر النّاس يقومون أوزاعًا متفرّقين عزم على جمعهم على قارئ واحد واختار لذلك أُبَي بن كعب رضي الله عنه، ثمّ خرج عمر في ليلة أخرى فلمّا رأى النّاس يُصلّون بصلاة قارئهم قال: “نِعمتُ البدعة والّتي تنامون عنها أفضل من الّتي تقومون” يريد بذلك صلاة آخر اللّيل لما ورد أنّ الله ينزل فيه إلى السّماء الدّنيا فيقول: “هل من داع فأستجيب له؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له” رواه أحمد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: