جاء في الأثر أنّ شابًا صالحًا قد خدم والديه لدرجة أنّه كان يعينهما على قضاء حاجتهما ويمسح عنهما الأذى بيديه، جاء مرّة إلى عمر رضي الله عنه فسأله: ‘’أتراني أدّيتُ حقّهما عليّ؟!’’. فأجابه عمر: ‘’كانا يفعلان ذلك معك وهما يتمنّيان لك الحياة وطول العمر وأنتَ تفعله الآن وأنت تتمنّى دنوّ الأجل’’. ولأنّ رعايتهما في هذه المرحلة فيها من المشقّة والحرج ما نعرفه، فقد جعل الله تعالى جزاء ذلك في أمرين: الأوّل أنّ البِرّ دَيْن، وكما تُدين تُدان، وفي الآخرة جنّة ورضوان. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ‘’رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: مَن أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثمّ لَم يدخل الجنّة’’.
فإذا لم يجد المسنّون الرّعاية اللازمة من الأبناء لعقوقهم أو لفقرهم أو لانعدامهم، كان لزامًا على الدولة الّتي تحترم نفسها أن ترعى حقوقهم المادية والمعنوية حتّى يشعر المسنّ بكرامته وإنسانية من حوله. قال صلّى الله عليه وسلّم: ‘’كلُّكُم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته’’، وهو ما جاءت به الشّريعة الإسلامية ضمن مجموعة قواعد وأوامر ملزمة وزاجرة لكلّ مَن يتخلّى عن رعاية وكفالة المسن في حقّ الدولة والأسرة، فقد كان لهم في دولة الإسلام نصيب من بيت مال المسلمين (خزينة الدولة) يُعينهم على نوائب الحياة ولم يكن هذا خاصًا بالمسلمين بل هو حقّ لكلّ مواطن بغضّ النّظر عن جنسه ودينه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات