القراءة أضحت عادة يومية بالنسبة لي خلال السنة، فإذا ما مرّ يومٌ ولم أقرأ فيه ولو صفحات من الكتاب المرشح أشعر بالذنب، شعور يشبه من يظن أنه ربما فرّط في ابنه. ثم أُمَنّي النفسَ بقراءة ما يكفي في اليوم التالي جبرا لخاطره. أما الآن فحظ كبير لوقت القراءة ..حدثٌ جبارٌ لعمرك أن يلتقي الصيف ورمضان، فيهما وقت النهارات والليالي مطلوقٌ حبلُه على الغارب، يجعلني أحيانا أشكك في مقياس الوقت وتوزيعه بين الفصول الأربعة، فيبدو من الظلم المساواة في توزيع الساعات بعدل وقسطاس بينها، لا أعتقد أن عاقلا يقتنع بأن حجم ساعات يوم الشتاء هو نفسه يوم الصيف، ويوم الربيع، ويوم الخريف! كنت أحبذ لو أن النبيهَ الذي قص ثوب الوقت أعطى لكل ذي حق حقه، لاسيما إذا ما صادف رمضانُ الصيفَ فاختلت كيمياء الزمن وفيزياؤه. هذا الرمضان الصيفي حلا لي أن أخصصه لقراءة ما اقتنيته من كتب خلال أسفاري الأخيرة، سأبدأ بمؤلفيْن للكاتبة الكندية الحائزة على جائزة نوبل للدورة الأخيرة “أليس مونرو” حب لامرأة أمينة، و« كثير من السعادة”.كل العناوين الأخرى مغرية بالبدء، ثم إن الاستكانة لحالة القراءة ستكون مكللة بالموسيقى الهادئة المحلية والإنسانية كي تفتح نوافذ الروح على ممرات الهواء المنعش.أضع اللمسات الفنية الأخيرة على كتابي الشعري الجديد “في وضَح الليل”، أتمنى أن يسعد القارئ في معرض الكتاب الدولي لنوفمبر القادم.كما أحضّر لصدور الطبعة الجزائرية لروايتي “الذروة” التي صدرت من قبْلُ في طبعة عربية عن دار الآداب ببيروت. رمضان كريم وكل صيف وأنتم بخير.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات