أرغم حلول شهر رمضان فرقاء الأزمة الداخلية بجبهة التحرير الوطني على الدخول في هدنة مؤقتة بعد أشهر من الصراع، بلغ ذروته في اجتماع اللجنة المركزية في 24 جوان الماضي. وأوضح السعيد بوحجة، عضو المكتب السياسي مكلف بالإعلام، في اتصال هاتفي مع ”الخبر”، أن شهر الصيام ”أرغمنا على تقليص نشاطاتنا، ومع ذلك سيجتمع المكتب السياسي في غضون اليومين المقبلين لرسم البرنامج المقبل، والإعداد لتنشيط المحافظات والقسمات”. وأفاد بأن اهتمام قيادة الحزب حاليا موجه نحو الدستور، والانخراط في حملة الدعاية للنص الجديد، في حالة طرحه للاستفتاء”، وهو المرجح بحسب ما جاء على لسان وزير الدولة، أحمد أويحيى في لقاءاته مع الأحزاب والشخصيات، في إطار الاستشارة الدستورية. وأضاف بوحجة ”هناك أيضا التحضيرات للمؤتمر المقبل للحزب”، المنتظر بداية 2015. أما عبد الرحمن بلعياط، منسق ما يعرف بالقيادة الموحدة، التي تضم الرافضين للأمر الواقع الذي فرضه الأمين العام الحالي عمار سعداني، فقال: ”شهر رمضان ودخول فصل الصيف وكأس العالم، قلص اللقاءات بين أعضاء اللجنة المركزية، لكن لا يوجد تراخ أو تخل عن مساعينا لتصحيح أوضاع الحزب”. وتابع: ”ما حدث في 24 جوان لا يمكن أن يمر هكذا، إنه وضع يستنطق ضمائر كل أعضاء اللجنة المركزية ومحبي الحزب”. يقصد المعركة التي نشبت في فندق الأوراسي، بين أنصار سعداني وأنصار عبد العزيز بلخادم الذي يريد العودة إلى منصبه السابق. وسألت ”الخبر” بلعياط إن كان فريقه مارس نقدا ذاتيا بعد انتكاسة الأوراسي في 24 الماضي، فرد بالقول: ”لا يمكن لومنا أننا لم نستعمل العنف ولم تكن لنا النية في ذلك”. ولفت إلى أن ”ما حدث من تجاوزات ودوس على إرادة القياديين وخصوصا تمرير تصوره لتعديل الدستور دون العودة للجنة المركزية يستنطق الجميع أيضا”، وأصر على أن مجموعته لم تفشل، وقال: ”عبيط من يعتقد أننا فشلنا أو استسلمنا أو يوهم نفسه أنه أمام مبتدئين في عالم السياسية أو من كرتون، لقد حققنا ما حققناه في اجتماع الأوراسي من إشهاد الرأي العام والإعلام على عملية السطو التي تعرض لها الحزب، كما وضعنا رئيس الحزب، أي عبد العزيز بوتفليقة في صورة ما حدث، ونحن نأمل لأن تتبع العملية بالتفاتة منه”. واستبعد وزير السكن سابقا، أن تكون المراهنة على الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم سببا في فشل مجموعته في تغيير الوضع القائم في الحزب، وقال: ”من حقه ( بلخادم) أن يطمح للعودة.. للرجل مرتبة خاصة في الحزب وموقع في الدولة بحكم المسؤوليات التي تولاها”. وحذر بلعياط من قبول أعضاء اللجنة المركزية بالوضع القائم بما يوحي أنهم على رأي الفريق الحالي المسيَر لشؤون الحزب، وقال: ”إذا كان الأمر كذلك، هذا يستدعي عملا آخر لإنقاذ الجبهة وصيانتها”. وأصر على أنه أدى مهمته ودوره في أحلك مراحل الحزب متعهدا بـ«مواصلة المقاومة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات