كثيرون هم الأزواج الذين لا يدخلون مطابخ بيوتهم إلا في شهر الصيام، حيث يزاحمون زوجاتهم في تحضير أطباق يشتهونها. وفي تفسيره للظاهرة، قال المختص في علم الاجتماع، عمر أوذاينية، إنه عادة ما يكون للناس متسع من الوقت خلال شهر رمضان أكثر من الأيام العادية، فيلجأون إلى إعادة ترتيب اهتماماتهم بالعبادات وبطاولة رمضان، مضيفا “خلال رمضان تسعى الزوجة لأن تكون سيدة المطبخ دون منازع، غير أن بعض الأزواج يرغبون في تحضير أطباق يشتهونها ويريدون الإشراف عليها بأنفسهم على غير العادة، ما يخلق نوعا من الحيوية داخل الأسرة ليس له علاقة بالصراع أو الاستئثار بدور الآخر، لكن من شأن ذلك إزعاج الزوجة أحيانا، لأن ذلك يرجع إلى التربية التي نشأت عليها أسرنا، والتي يكون فيها تواجد النساء بالمطبخ كبيرا كالجدة، العمات والكنّات، بينما لا يسمح بمساهمة الرجل، ودخوله المطبخ غير وارد تماما، وبالتالي فإن توارث هذه العقليات وراء رفض المرأة دخول زوجها المطبخ”. من جهتها، أكدت المختصة في علم النفس، الآنسة سميرة لعجال، أن إصرار الرجل على تحضير بعض الأطباق بنفسه في رمضان، يعد فرصة للتغيير الاجتماعي وتقوية أواصر المحبة والألفة بين أفراد الأسرة، مضيفة أن ذلك يرفع من معنويات المرأة ويشعرها بالسعادة عندما ترى أن زوجها يساندها ويشاركها في مسؤوليات المنزل. غير أن هذا السلوك، حسب المختصة، قد يقلق المرأة التي تشعر بأنه تدخّل في صلاحياتها ولم تعد تتحكم في إدارة أمور بيتها، ما قد يتسبب في مشاكل وصراعات بين الزوجين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات