+ -

 يقول الحقّ سبحانه لنبيّه عليه السّلام: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران:159. تضمّنت هذه الآية العظيمة قواعد التّعامل الأمثل للقائد أو غيره مع النّاس، ببيانها لبعض الأسس الّتي يقوم عليها منهاج التّربية الإسلامية.

وأوّل هذه الأسس: اللّيْن في التّعامل وتحاشي الغلظة، وثانيها: العفو عن المسيء، وفي هذا ما يفتح منافذ قلبه ويصفيه من دواعي الحسرة والألم، وينزع منه وساوس السّوء والشرّ. وثالثها: الاستغفار لهذا المسيء، وطلب الرّحمة والمغفرة له من الله، وهذا إحسان بعد إحسان، يزيد قلبه صفاء، ونفسه إشراقًا وولاء. ورابعها: المشاورة الّتي هي خلاصة ما في القلوب من خير، ومنخول ما في العقول من رأي. والخامس: العزم مع التوكّل. وكلّ أساس من هذه الأسس غاية في الأهمية لا شكّ، وإنّما نقصّر الكلام على الأساس الأخير رعيًّا للمقام.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات