38serv
عاد رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، للحديث عن دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، معتبرا أن “صفة الجيش في الثكنات كلام للاستهلاك فقط، لأنّ الواقع يكذب هذه الأحاديث، فلولا الجيش لسقطت الحكومة في أسبوع أو أسبوعين، ودوره مهم في عملية الانتقال الديمقراطي”. عودة حمروش للحديث عن الجيش، تأتي رغم دعوة الفريق أحمد ڤايد صالح إلى “عدم إقحام المؤسسة العسكرية في مسائل لا تعنيها وإبعادها عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية”. لم يهمل رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، لدى نزوله ضيفا على الندوة السياسية التي نظمتها حركة مجتمع السلم، الأربعاء الماضي، التطرّق إلى دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، مفيدا خلال تدخله أنه “لا معنى للانتقال الديمقراطي من دون الجيش، الذي لا بد أن يكون للدولة وليس للسلطة، فحياده مطلوب في الدعوة لتجسيد مشروع الانتقال الديمقراطي، بل لا بد من ضمانه، لأنّه يمشي مع مطالب الشعب”.ورد حمروش على أحمد أويحيى دون ذكره بالاسم، معتبرا أن صفة “الجيش في الثكنات”، كلام موجّه للاستهلاك فقط، لأنّ أويحيى قال بتاريخ 20 جوان في ندوة صحفية، إنّ “الجيش مكلف دستوريا بحماية الحدود ومكافحة الإرهاب ومواجهة المخاطر الخارجية”، وبرأي حمروش فإن الواقع يكذب هذه التصريحات. وقال حمروش: “الآن لا يوجد أي حزب أو جهة باستطاعتها تشكيل حكومة، إن لم يكن لها سند من الجيش، فلولا دعم هذا الأخير لسقطت الحكومة في أسبوع أو أسبوعين”. كما دعا رجل الإصلاحات إلى المحافظة على الجيش باعتباره المؤسسة الوحيدة التي ماتزال قائمة ومستمرة في الحفاظ على مصداقيتها، ولزاما عدم العبث بها والإبقاء على احترامها.كما تحدّث رئيس الحكومة الأسبق خلال الندوة السياسية التي أشرف عليها رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، وحضرها رؤساء الأحزاب السياسية المشكلة لتنسيقية الانتقال الديمقراطي ومرافقوهم ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، بـ«استفاضة كبيرة عن تاريخ تشكل الحركة الوطنية بالجزائر، وأبرز العوامل التي أثرت في شخصية وهوية المواطن الجزائري ونضاله الكبير من أجل استرجاعها وسط استعمار عمل كل ما في وسعه من أجل طمسها”. وأبرز حمروش أن “النتيجة واحدة، وهي أن الدولة الجزائرية تعيش تهديدا حقيقيا على كل المستويات، وبمختلف مصالحها الحيوية والتي من المفروض لها وظائف دولة، ولا تقتصر على خدمة النظام أو أجهزته فقط”، مضيفا أن “الحل يكمن في جلوس جميع الأطراف السياسية (سلطة ومعارضة) على طاولة واحدة”.وعاد حمروش للحديث عن دور الجيش في السياسة، رغم أن وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى قد وصف أصحاب هذا الطرح بـ«الفوضويين”، وهو نفس ما ذهب إليه نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح، الذي دعا إلى “إبعاد الجيش عن الحسابات السياسية”، لدى إشرافه على تخرج دفعات جديدة بأكاديمية شرشال يوم 24 جوان المنصرم.من جهته، أفاد عبد الرزاق مقري، في تدخله، أن “الرغبة جامحة لدى الطبقة السياسية في إنقاذ البلد من الانهيار، وضرورة تعاون الجميع على تجاوز الأزمة المرتقبة، والعمل على تكريس الحوار والتعاون السياسي في خدمة الوطن والأمة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات