38serv

+ -

 إنّ هدى اللّه أمان لصاحبه من الظلال والشّقاء. فهما ينتظران خارج عتبات الجنّة، ولكن اللّه يقي منهما مَن اتّبع هداه، والشّقاء ثمرة الظّلال ولو كان صاحبه غارقًا في المتاع الزّائل، فهذا المتاع شقوة في الدّنيا وشقوة في الآخرة، وما مِن متاع حرام إلّا وله غُصَّة تعقبه وعقابيل تتبعه، وما يضلّ الإنسان عن هدى اللّه إلّا ويتخبّط في القلق والحيرة والتكفؤ والاندفاع من طرف إلى طرف لا يستقرّ ولا يتوازن في خطاه. والشّقاء قرين التخبّط ولو كان في المرتع الممرّع، ثمّ الشّقوة الكبرى في دار البقاء ومَن اتّبع هُدى اللّه فهو في نجوه من الظلال والشّقاء في الأرض وفي ذلك عوض عن الفردوس المفقود حتّى يؤوب إليه في اليوم الموعود. والحياة المقطوعة الصّلة باللّه ورحمته الواسعة ضنكا مهما يكن فيها من سعة ومتاع، إنّه ضنك الانقطاع عن الاتصال باللّه سبحانه والاطمئنان إلى حماه، ضنك الحيرة والقلق والشكّ، ضنك الحرص والحَذر الحرص على ما في اليد، والحذر من القوت، ضنك الجري وراء بارق المطامع والحسرة على كلّ ما يفوت، وما يشعر القلب بطمأنينة الاستقرار إلّا في رحاب اللّه، ومـا يحسّ راحة الثّقة إلّا وهو مستمسك بالعروة الوثقى الّتي لا انفصام لها. إنّ طمأنينة الإيمان تضاعف الحياة طولًا وعرضًا وعمقًا وسعة، والحِرمان منها شقوة لا تعدلها شقوة الفقر والحرمان..

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات