“فيلسوف التكتيك” يودع “المحاربين” باكيا

+ -

 ودّع المدرب وحيد حاليلوزيتش عناصر المنتخب الوطني وكذا الجمهور الرياضي الجزائري، بالدموع، في ملعب بورتو أليغري بالبرازيل، حيث ذرف الدموع بقوة وهو يعانق المحاربين لاعبا لاعبا، كما حيا كثيرا الجمهور الذي كان حاضرا بمدرجات الملعب، في إشارة منه إلى نهاية عهدته التدريبية مع “الخضر”، وهي عهدة تعتبر رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رغم بعض المشاكسات والملاسنات، وأيضا الاتهامات في بعض الأحيان، للصحافيين وللفيفا، وحتى الفاف، إلى درجة أن مسيرته شهدت الكثير من الجفاء بينه وبين الصحافيين الجزائريين من جهة، وبينه وبين رئيس الفاف من جهة أخرى.بطل أوروبا كلاعب ضمن منتخب آمال يوغسلافيالمن لا يعرف مسيرة هذا المدرب البوسني، فقد بدأ هز شباك الخصوم مع فريقي موستار وتريبيونا جابالانيكا في بطولة يوغسلافيا سابق، قبل أن ينتقل إلى نادي نانت سنة 83 وسجل خلال موسمه الأول 27 هدفا ولعب نهائي كأس فرنسا ضد باريس سان جرمان، قبل أن ينهي موسم 84/85 كهداف للفريق بـ28 ونال معه البطولة، كما نال في السنة نفسها الحذاء البرونزي الأوروبي كثالث أحسن هداف.“الخضر” يجرحونه ثم يدخلونه التاريخولما كان منتخب الجزائر قد حرم وحيد من حضور نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا مع منتخب كوت ديفوار، وترك ذلك جرحا عميقا في نفسه، فقد أكرمه “الخضر” والجزائر بصفة عامة بإدخاله التاريخ حينما تمكن رفقة “المحاربين” وبدعم من أربعين مليونا جزائريا من التأهل إلى الدور الثاني لكأس العالم بالبرازيل لأول مرة في تاريخ الجزائر وتاريخ المدرب معا. وأكثر من ذلك، فقد قدم الفريق مباراة بطولية ضد ألمانيا ولم يخسرها سوى في الوقت الإضافي، رغم أن مسيرة هذا المدرب مع الفريق الوطني التي انطلقت بداية من شهر جويلية سنة 2011، لم تكن هادئة.إقصاء زياني ورفقائه أثار انتقادات الجميعكانت بداية المواجهة بين المدرب ومتتبعي “الخضر”، بصفة عامة خلال نهاية سنة 2011 حينما قرر “حاليلو” إنهاء مسيرة القائد الروحي الميداني للفريق كريم زياني، ومن تبعه بعد ذلك من لاعبين ممن صنعوا ملحمة أم درمان، وقد رتب الناخب الوطني لذلك خلال زيارته لقطر في نوفمبر من السنة نفسها، واجتمع بكل من بوڤرة، زياني، ومغني، وطالبهم بضرورة العمل أكثر إن أرادوا فعلا البقاء ضمن تعداد المنتخب، خاصة وأنه كان يرى أن بطولة قطر غير ملائمة لتحضير لاعبين دوليين بإمكانهم رفع التحدي في المنافسات العالمية والقارية، ثم يلحظ حاليلو أن زياني يريد أن يكون الناطق الرسمي للاعبي المنتخب، وعاين أن ذلك سيشكل خطرا على مخططه لفرض انضباطه وسياسته على الفريق، فكان القرار الذي تأثر له كل الجزائريين، إلا أن مجموعة من اللاعبين قررت اعتزال اللعب الدولي في صورة مطمور، عنتر يحيى ونذير بلحاج، ومع ذلك فإن “الكوتش” وحيد لم يبد أي ردة فعل ودية، بل راح مباشرة يبحث عن البدائلانتقادات لاذعة للكرة الجزائرية الصحافة والفاف والفيفالم تخل مسيرة “حاليلو” مع المنتخب الوطني من خرجات وانتقادات للمنتخب الوطني حينما صرح بالقول “لم تتمكنوا من الفوز بثلاث مباريات خلال 20 سنة”، وهو الذي انهزم مرة واحدة مع منتخب كوت ديفوار خلال سنتين، كما دخل في حرب باردة مع الصحافة الوطنية، وحتى رئيس الفاف محمد روراوة، كما لم يتوان في اتهام الفيفا بالرشوة .إنجاز تاريخي بعد خيبة في كأس أمم إفريقياكان حاليوزيتش قاب قوسين أو أدنى من أن تحرمه الجزائر من المشاركة للمرة الثانية في نهائيات كأس العالم بالبرازيل بعد خيبة الأمل الكبيرة التي أصيب بها الجمهور الجزائري في جنوب إفريقيا، أين خرج من مشاركته في كأس الأمم الإفريقية بنقطة واحدة بعد تعادل مع كوت ديفوار وخسارتين سابقتين أمام تونس وطوغو، وقد فكر روراوة مليا في إقالته، بل وبلغ به الأمر إلى البحث عن خليفته، ليتمكن هذا المدرب الذي يلقبه الإعلام الفرنسي “فيلسوف التكتيك” من رد جميل الجزائر بإدخالها التاريخ وتأهيل منتخبها للدور الثاني، رغم خسارة أولى أمام البلجيك وفوز ساحق أمام كوريا الجنوبية، وأخيرا تعادل ثمين أمام الروس، ثم خروج جد مشرّف أمام الألمان الحالمين بنيل كأس العالم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: