يتميّز دين الإسلام في أحكامه وتشريعاته باليُسر ورفع الحَرج. يقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، ويقول سبحانه: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}. ووصف الله تعالى نبيّه وشريعته بأنّها قائمة على اليُسر، فقال: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} وغيرها من الآيات في هذا المعنى، وأمّا من السُّنَّة فهناك الكثير من النّصوص أيضًا في بيان هذا الأمر، من ذلك قوله عليه الصّلاة والسّلام: ”يسِّروا ولا تُعسِّروا بشِّروا ولا تُنفِّروا” رواه مسلم. وكان عليه الصّلاة والسلّام كما روت عائشة رضي الله عنها: ”ما خُيِّر بين أمرين إلّا اختار أيْسَرهُما ما لم يَكُن إثْمًا” متفق عليه، وغيرها من الأحاديث في هذا المَعنى. فدين الإسلام قائمٌ على اليُسر والسّهولة، لأنّه دين يَتّفِق مع الفِطرة.
ونلاحظ هذا في كلّ العبادات، فكلّما ضاق الأمر اتّسَع بعد ذلك، ففي الوُضوء مثلًا إذا ضاق الأمر على المُسلم وفقد الماء أو خاف على نفسه التلف من الماء، أباح له الإسلام أن يتيمّم بالصّعيد. يقول تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}. وقال عليه الصّلاة والسّلام في الرّجل الّذي احتلم في السّفر وكان قد شجّ رأسه، فأشار عليه أصحابه بأن يَغتسل ليس له غير ذلك حتّى يطهر، فلمّا فعل دخل الماء في رأسه فمَات، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”قَتَلُوه قَتَلَهُم الله، إنّما كان يكفيه أن يتيمّم” رواه أبو داود. وفي الصّلاة الّتي هي أعظم عبادة في الإسلام، خفّف الله علينا تكاليفها، ويسَّر لنا أداءها، من ذلك أنّه جعل الأرض كلّها لنا مسجدًا وطهورًا فأينما أدركت المسلم الصّلاة صلّاها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات