إنّ الكتابة على اللّوح هي الأساسية في الكتابة والتعلّم، وهذا تاريخيًا راجع إلى عامل قلّة الورق وغلائه في بلدان المغرب العربي، والكتابة على اللّوح مستمرّة إلى اليوم، وقد رسّخها تصوّر الإشارة إلى العلم الإلهي المحفوظ في اللّوح وإلى كون الثّقافة المغاربية تدريجيًا بدأت تشجّع عملية الحفظ والكتابة على اللّوح الّتي تَعْني المحو في نفس الوقت، الّذي هو بقاء وتثبيت في الصّدور.
ونحن نعلم كثرة التّقاريض الّتي نجدها عند الأدباء والكتّاب المتأخّرين للحِفظ بدل اعتماد الكتاب، ولذلك إلى اليوم ينظر أحيانًا بازدراء للّذي يقرأ القرآن الكريم في القراءة الجماعية من المُصحف، أو يُصلّي التّراويح بالمصلّين من المصحف، وقد أورد أبو راس المعسكري نصوصًا في ذمّ الاعتماد على ما هو مكتوب، بل بعضهم لم يكتب وقال شغَلنا تكوين الرِّجال بدل كتابة الصّحائف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات