+ -

 خلال جولة قادتنا لبعض أسواق الجملة بالعاصمة، لمسنا التذمر الواسع لدى الزبائن، خاصة ذوي الدخل المحدود منهم، لأنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن اقتناء الضروريات فقط لإعداد مائدة الإفطار مثل البطاطا، والطماطم والخس، فما بالك بباقي المشتريات كاللحم بنوعيه والحلويات. فسوق علي ملاح بساحة أول ماي مثلا، يستقطب زبائن من مختلف المناطق المجاورة بالعاصمة، التهبت فيه الأسعار في أول يوم، حيث لم تنزل الأسعار عن 50 دينارا، وهو سعر البطاطا التي عرضت أيضا بسعر 60 ألف دينار، على الرغم من أنها كانت موجودة في الأسواق بكميات كافية وبأسعار معقولة.وعلى الرغم من الفرق الذي سجلته، إلا أن صدمتها لم تكن بنفس درجة صدمة أسعار أنواع خضر أخرى، وقف أمامها المترددون على السوق وهم حائرين بين اقتنائها، أو العزوف الذي لا يخدمهم كون شهر رمضان له خصوصيته في إعداد الأطباق، وحتى نحن ذهلتنا ونحن نسأل عن سعر كل نوع، فالطماطم التي تعد نوعا موسميا متواجدا بكثرة تراوح سعرها بين 80 و100 دينار، وهي نفس الأسعار التي عرض بها الخيار، في حين سجلت أنواع أخرى معدلات قياسية كالجزر الذي وصل سعره إلى 120 دينار، وهي نفس أسعار الفلفل بنوعيه الحلو والحار، وأيضا الكوسة أو ”القرعة”، مع العلم أن هذه الأخيرة تم تسويقها، الخميس الماضي، بسعر لم يتعد 40 دينارا.أرقام مماثلة كتبت في ألواح عرض الخضر بسوق ”ميسوني” الشعبي، حيث اشترك السوقان في ارتفاع الأسعار التي وصل فيها سعر ”لوبيا ماشطو” 140 دينار، في حين بلغ سعر الفاصولياء الخضراء 16 ألف دينار، أما الخس الذي لا تخلو مائدة منه كونه مكونا رئيسيا لطبق السلطة، فقد تراوح سعره بين 120 و160 دينار.ارتفاع برره التجار أنه منطقي وعادي من منطلق أنهم اقتنوا منتوجاتهم من أسواق جملة، فرضت عليهم العرض بالأسعار الحالية، في الوقت الذي طمأن المعنيون زبائنهم بانخفاضها خلال الأيام المقبلة لوفرة المنتج عبر الأسواق. أما المواطنون، فكان لهم آراء مختلفة، أغلبهم عبّر عن استيائه من هذا الارتفاع الذي نزل عليهم كالصاعقة، خاصة وأنهم قبل شهر رمضان تفاءلوا بتصريحات وزيري الفلاحة والتجارة التي وعدوا من خلالها بتموين الأسواق بمختلف المنتجات وبأسعار في متناول الجميع، إلا أن هذه التطمينات، حسبهم، تلاشت في أول يوم من رمضان، واصفين تلك التصريحات بالتسويق لأنفسهم لا أكثر، فيما يدفع ”الزوالي الثمن في كل مرة”.من جهته، تحدث الأمين العام لاتحاد التجار الحاج الطاهر بولنوار لـ”الخبر” عن تسجيلهم لطلب واسع على الخضر خلال شهر رمضان، حيث أفادت تقارير 43 سوق جملة في الخضر والفواكه أن الجزائريين يستهلكون ما معدله مليون قنطار من الخضر والفواكه خلال شهر رمضان، وهذا ما يؤكد أهميتهما، مبررا ارتفاعها لكثرة الطلب ولنقص الأسواق الجوارية الكفيلة بالقضاء على الفارق بين الأسعار بين الجملة والتجزئة، مطمئنا المواطنين بانخفاض هذه الأسعار بداية من الأسبوع الثاني من الشهر.                              

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: