ضيّع منتخب كوت ديفوار فرصة العمر لدخول تاريخ كأس العالم في مشاركته الثالثة على التوالي، بعد خسارته في الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة أمام منتخب اليونان، في الوقت بدل الضائع، بعد أن كان التأهل إلى الدور الثاني على بعد ثوانٍ من نهاية المباراة، لتنقلب الأمور ويصنع لاعب فريق سيلتيك غلاسكو الأسكتلندي، ساماراس، تاريخ بلاده اليونان في المونديال بمروره إلى الدور الثاني لأول مرّة. لم يستغل “الفيلة” فرصة التواجد في مجموعة ثالثة تضم منتخبات في متناولها وهي اليونان واليابان وكذا كولومبيا التي لا تعدّ من أكبر المنتخبات العالمية، خاصة في ظل غياب النجم فالكاو، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبها رفاق القائد ديديي دروغبا في الدورتين السابقتين بألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010، لترك بصماتهم في سجلّ نهائيات كأس العالم، ما قد لا يتيح الفرصة لبلد كروي، من الطراز الرفيع، للتأهل إلى النهائيات مستقبلا، بعد تجديد التشكيلة مستقبلا بنسبة كبيرة، وغياب نجوم بارزة قادرة على تعويض دروغبا وآخرين ممن سيعتزلون اللعب نهائيا أو دوليا.صحيح أن المنتخب الإيفواري قد قارب على التأهل، لكنه لم يقدم أداء مقنعا في المباراة الثالثة أمام اليونان، مع أن كل المعطيات كانت إلى جانبه، حيث كان يكفيه التعادل للمرور إلى الدور الثاني، وبالتالي كان لاعبوه مرتاحين من الناحية النفسية، وأيضا إصابة الحارس الأساسي لليونان وزميل له في بداية اللقاء، إضافة إلى كون ممثل إفريقيا يضم في صفوفه عناصر بارزة، مقارنة بالمنافس، ومع ذلك فقد لعب رفاق يايا توري بوتيرة بطيئة، وتراجع مستوى دروغبا لعامل السن الذي جعل هجماته فاترة، على عكس المنتخب اليوناني الذي أدى أحسن مباراة له في الدور الأول، بفضل الروح القتالية للاعبيه، والسرعة في شن هجمات مرتدة، ما سمح لهم بتهديد مرمى “الفيلة” وارتطام الكرة بالعارضة الأفقية، على مرتين، والقائم في مناسبة واحدة. ورغم التجربة التي اكتسبها أحفاد “هافوات بواني”، فمازالوا يعانون من السذاجة في اللعب، بدليل الهدية التي قدمها اللاعب شيخ تيوتي للمنافس لتسجيل الهدف الأول (د42)، قبل أن يقضي البديل سيو على أحلام جماهير بلاده، حين ارتكب خطأ على ساماراس داخل منطقة العمليات، قبل النهاية بلحظات، رغم عدم تواجد اللاعب اليوناني في وضع مريح للتسجيل، ليكتفي بلد الحضارات الغابرة بفوز واحد ليكون ضمن الكبار.وبالمقابل، أكد منتخب كولومبيا قوته على منتخبات هذه المجموعة، من خلال فوزه في ثلاث مباريات، وحصد 9 نقاط كاملة، حيث كان منتخب اليابان آخر ضحاياه، مكبّدا إياه هزيمة نكراء (4/1)، ليؤكد تألق خطه الأمامي، رغم غياب فالكاو، بتسجيل 9 أهداف كاملة، وتلقي هدفين فقط، في حين سار منتخب “الساموراي” على خطى الجار كوريا الجنوبية بتلقيه 7 أهداف، أربعة منها في اللقاء الأخير ضد كولومبيا، ما يؤكد بعد ممثلي قارة آسيا عن نسق المنافسة العالمية، مع أن المنتخبين الياباني والكوري الجنوبي سبق لهما الوصول إلى الدور نصف النهائي حين نظما سويا دورة 2002.للتذكير، فقد احتلت كولومبيا الصف الأول في المجموعة برصيد 9 نقاط متبوعة بالوصيف اليونان بـ4 نقاط، وجاء منتخب كوت ديفوار في المركز الثالث بـ3 نقاط، بينما اكتفى اليابان بنقطة واحدة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات