بدا السعيد عبادو، الأمين العام لمنظمة المجاهدين، غاضبا ومستفزا من تصريحات لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، الذي أكد، أمس الأول، مشاركة جنود جزائريين في الاستعراض المخلد للثورة الفرنسية، لكنه تجنب توجيه انتقاد مباشر للسلطات الجزائرية رغم أنها هي من يقرر في النهاية المشاركة من عدمها. صعّد السعيد عبادو من لهجة الخطاب المناوئة لأي تمثيل جزائري في احتفالات الثورة الفرنسية يوم 14 جويلية القادم. وذكر في تصريح لـ”الخبر” أن “منظمة المجاهدين وجيل نوفمبر يرفض بشكل قاطع أي مشاركة لجنودنا. لا أريد أن أسمع عن فابيوس أو عن مستعمر آخر، وموقفنا من هذه القضية واضح”.وكان فابيوس، صرّح لقناة “أر أم سي” الإذاعية، أمس الأول، في رده على سؤال يستفسر عن تمثيل الجزائر في عيد الثورة الفرنسية، قائلا: “نعم، سيكون هناك ثلاثة جنود جزائريين في الشانزيليزيه يوم 14 جويلية. لا أرى لماذا يسبب ذلك الصدمة. إنها مشاركة لتخليد التضحية الجزائرية في الحرب العالمية الثانية”.ورغم أن كلام فابيوس كان موجها في الأساس للرد على اليمين الفرنسي المتطرف، إلا أنه لم يمر دون أن يثير غضبا أكبر عند السعيد عبادو الذي “لم يتجرع” ما ذكره فابيوس عن مشاركة الجزائريين في الحرب العالمية الثانية، حيث رد بلهجة قوية قائلا: “نحن لم نشارك في الحرب على ألمانيا باختيارنا، فالجزائريون كانت تأخذهم فرنسا كالكباش ولم تكن لهم كلمة ولا رأي، ثم لما تظاهرنا في 8 ماي 1945 للمطالبة بحقوقنا، قابلونا بمجزرة في خراطة وسطيف وڤالمة”. وأضاف عبادو: “ما دخلنا نحن في الحرب التي كانت بين فرنسا وألمانيا، ولماذا نحارب ألمانيا؟ الأولى بنا أن نحارب الدولة التي استعمرتنا، وهو ما تحقق في 1 نوفمبر 1945، بعد أن قُمعت الانتفاضات الشعبية”.وتحاشى عبادو انتقاد السلطات الجزائرية، رغم أنها هي من يقرر في النهاية المشاركة من عدمها. وقال “أنا أتكلم باسم المجاهدين وجيل نوفمبر الذي حارب الاستعمار في الجبال، وهذا هو رأينا”. وقد شغل عبادو في السابق منصب وزير المجاهدين، قبل أن يجلس على رأس الأمانة العامة لمنظمة المجاهدين التي تحظى بنفوذ واسع في الدولة رغم طابعها غير الرسمي. وتبدي السلطات الرسمية إلى الآن تكتما شديدا على هذا الموضوع الذي يعد سابقة أولى من نوعها في تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية.وبشأن موقفه من سلوك النظام الجزائري تجاه التقارب مع فرنسا، قال عبادو “إننا نؤمن بالتصالح والمصالحة شرط أن يعوضوا ويعتذروا كما حدث مع ألمانيا. نحن لسنا مع العداوة للأبد، لأن الشعوب تتغير ولكن على أساس صحيح”. وتابع يقول “لكن مادام هولاند يعترف بجرائم الاستعمار، فلِمَ لا يعتذر ويعوّض الجزائريين؟”. واستنتج من ذلك أن “المسؤولين الفرنسيين لا ثقة ولا أمان فيهم، وإذا قطعنا العلاقات مع فرنسا لن تنقلب الدنيا”. واستغرب عبادو من كون الفرنسية مازالت اللغة الثانية في الجزائر، مطالبا بإحلال “الإنجليزية مكانها”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات