تحرّكت المعارضة، وعلى رأسها التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي والجبهة الإسلامية للإنقاذ، تجاه تصريحات وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، التي عاتب فيها المعارضة بشأن دعوتها إلى مرحلة انتقالية، ولعب المؤسسة العسكرية دور في المرحلة المقبلة، وإعلانه باسم السلطة بأن الفيس لن يعود إلى النشاط السياسي، فيما رئيس الحكومة سابقا مولود حمروش لم يرد على اتصالات ”الخبر”.علي بن حاج: عودة الفيس حق شرعي فوق السلطة والدستور أفاد نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، علي بن حاج، أمس، في أول رد فعل على تصريح أحمد أويحيى الذي أعلن فيه عدم عودة الفيس للساحة السياسية، في بيان نشره على موقعه الالكتروني، بتساؤل مفاده: ”هل تقصد يا أويحيى بعدم عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ مجرد الاسم، أم عدم عودة الاسم وقادتها وإطاراتها لممارسة حقوقهم السياسية والمدنية؟”.وأجاب بن حاج أويحيى قائلا: ”هذه حقوقنا السياسية والمدنية لا يمكن التنازل عنها، لأنّها حقوق شرعية وسياسية وإنسانية ودستورية، بل طبيعة تولد مع الإنسان وهي فوق السلطة والقانون والدستور ذاته”، موضحا ”وأي دستور وقانون يصادر هذه الحقوق الأصلية، يفقد الشرعية والمشروعية، وسنتابع النضال من أجل استرجاعها بحول الله تعالى أو نهلك دونها”. وذكر بشأن رفض النظام فكرة مرحلة انتقالية: ”إنّ النظام مازال مصرا على المعاندة والمكابرة، وفرض الأمر الواقع لسلطة فاسدة فاقدة للتمثيل الشعبي. ونظرا لهذا التعنت والهروب إلى الأمام، نطالب بضرورة تنظيم رئاسيات مسبّقة، لاسيما والرئيس مريض ومغيّب والبلاد تواجه أزمات داخلية وخطرا إقليميا ودوليا”. وعن المعارضة، قال إنها ”على اختلاف توجهاتها السياسية، يوجد بينها اتفاق على قواسم مشتركة واختيار مرشح عنها عن طريق القرعة لخوض الرئاسيات المسبقة قبل فوات الأوان”.عبد الرزاق مقري: حديث أويحيى عن الندوة دليل على تغلغلها في عمق النظاموأبرز رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في اتصال مع ”الخبر”، أن ”تخصيص أحمد أويحيى ثلث وقت ندوته الصحفية، أول أمس، للحديث عن التنسيقية وندوتها عن الانتقال الديمقراطي، يدل على أنه متأثر جدّا بها ونتائجها، ودليل أيضا على أن الندوة حققت هدفها وتغلغلت في عمق النظام”.وعن تعهدات الرئيس المتضمنة في وثيقة تعديل الدستور، قال: ”هي قديمة موجودة في الدساتير السابقة، ما نريده الآن هي ضمانات حقيقية”، مشيرا إلى أن ”أويحيى تجنّب الحديث عن مسائل الاختلاف، على رأسها التزوير في الانتخابات، الذي يعد السبب الرئيسي للوضع الحالي، والفساد الذي أصبح أخطر من التزوير الذي يتيح شراء أيّ مسؤول ويعيّن كذلك المسؤولين”. ووجه مقري سؤالا لأويحيى: ”إذا كنتم تقولون إن الشعب معكم، فلماذا الخوف من إنشاء لجنة مستقلة للانتخابات مكونة من أحزاب ومختلف التيارات السياسية؟ ولماذا لا تسمحون للجان المراقبة أن تؤدي واجبها كما ينبغي؟”. وفي موضوع رفض إقحام المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، أوضح رئيس ”حمس”: ”من الذي ورط الجيش في السياسة؟ أليس هو النظام نفسه، والدليل هي الانتخابات التشريعية لسنة 1997، وكذا الانتخابات المحلية والتشريعية سنة 2012 التي طبعها التصويت الجماعي لأفراد الجيش”.من جهته، وصف رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، في اتصال به، تصريحات مدير الديوان بالرئاسة دعوة بوتفليقة إلى التوافق، وتعهده بتكريس استقلال القضاء وتعزيز رقابة البرلمان والفصل بين السلطات، بـ«الإدعاء الذي لن نصدقه إلى أن يثبت لنا الرئيس العكس، لأنّنا جربنا السلطة في ممارسات سابقة، فاستخفت بالمسؤولية وضحكت على الشعب”. وأضاف جاب الله: ”نحن أول من دعا إلى الوفاق ودستور توافقي، وهي دعوة لم يسبق إليها عنّا الرئيس. أما محاولة تبني هذه الفكرة من طرف السلطة، فكان الهدف من ورائها، إفراغها من محتواها”.وعن المشاورات حول الدستور، قال جاب الله: ”السلطة بالفعل تتحاور مع نفسها وأوليائها، وإن كان قد تحاور مع قيادات لها وزنها، فهي استثناءات، تمت في إطار قاعدة الشاذ الذي لا يقاس عليه” .محمد ذويبي: ندوة الانتقال الديمقراطي أفسدت عرس أويحيىمن جانبه، أفاد أمين عام حركة النهضة، محمد ذويبي، أن ”ردة فعل النظام كانت متوقعة وبحجمها الذي بدا عنيفا جدّا، بسبب أن ندوة الانتقال الديمقراطي أفسدت عليه عرس مشروع التعديلات الدستورية، لأنّها ندوة استقطبت اهتمام الشارع والرأي العام المحلي والدولي”.وذكر ذويبي بأن ”المؤكد كان بالنسبة لنا تصريح بهذه النوعية من طرف السلطة، لأنّ هذه الأخيرة متوعدة على أن تكون هي من يحاور ويشاور، ثمّ هي وحدها من يطبّق القرارات”، مضيفا ”تصريحات أويحيى بشأن الترحيب انعقاد الندوة، نرد عليها بأن السماح بعقدها ليس مزية من النظام، ثانيا الترحيب يكون بجلوس السلطة والمعارضة إلى طاولة الحوار بنقاش جدي ومسؤول”.جيلالي سفيان: النظام يؤمن بالمال والقوة فقطولم يستغرب رئيس جيل جديد سفيان جيلالي رد فعل أويحيى، قائلا: ”السلطة دائما تريد احتكار النقاش وحصر المسار السياسي وفق نظرتها وعلى مقاسها، فرجالها غير مدركين لمعنى ثقافة الديمقراطية، نظرتهم الوحيدة مبنيّة على نظام أحادي استبدادي يؤمن بالمال والقوّة فقط”.وعن وصف أويحيى لمطلب ”المرحلة الانتقالية” بـ«الخطر”، قال سفيان: ”نحن في موقع معارضة. أما من يهدّد البلاد والأمن القومي، فهو النظام الحالي، الذي كرّس مبدأ أخذ رجالاته للامتيازات دون حساب لا أكثر ولا أقل”، وأضاف: ”مادام أويحيى يقول إن الرئيس يدعو إلى وفاق وطني باعتباره أول من بادر إليه، فليثبت ذلك في الميدان ويبني مؤسسات حقيقية وينشئ لجنة مستقلة للانتخابات، وحينها تزول المعارضة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات