ستستفيد المؤسسات الجزائرية من التكوين في مختلف المجالات من طرف الأساتذة المختصين من الجامعة الأمريكية بفلوريدا، ضمن المبادرة التي أطلقها المعهد الجزائري الأمريكي للتسيير، بهدف منح الإطارات الجزائرية المسيّرة للمؤسسات العمومية والخاصة التقنيات الضرورية لتحسين مردودية الشركات والأنشطة الاقتصادية.وقال خبير الشؤون الاقتصادية، عبد الحق لعميري، إن الخطوة التي تبناها المعهد الجزائري الأمريكي للتسيير هي أول مبادرة من نوعها من شأنها تكوين الإطارات الجزائرية في المؤسسات الاقتصادية والإدارية من طرف أساتذة من جامعة أمريكية متخصصة في مجال التسيير والاستشارة، عن طريق دورات تكوينية دورية تمتد على مدار أسبوع.وأوضح المتحدث لـ”الخبر”، أمس، على هامش اليوم الدراسي المتعلق بالتسيير في المؤسسات الجزائرية، بأن أبرز الميادين التي سيتم التركيز عليها خلال الدورات التكوينية، تتمثل في تلقين الإطارات المسيرة للمؤسسات العمومية والخاصة أسس وتقنيات التسيير، ووضع الخطة الاستراتيجية، إلى جانب التنافسية الدولية، القيادة والحوكمة، مشيرا إلى أن التقارير والدراسات الأخيرة تؤكد أن طرق وأساليب التسيير في الجزائر متأخرة بحوالي 40 سنة مقارنة مع المعايير المعمول بها دوليا، الأمر الذي يفسّر تراجع المردودية الاقتصادية للمؤسسات. من جهته، أكد البروفيسور الدولي في التسيير، جيل كلوتيي، على ضرورة إيجاد الحلول المستعجلة لتحسين مستوى مردودية وتنافسية المؤسسات الجزائرية المرتبطة بشكل مباشر بتكوين المسيرين والحفاظ عليهم في مواجهة استفحال ظاهرة هجرة الأدمغة الجزائرية إلى مختلف دول العالم. وطرح المحاضر مجموعة من الأسئلة تتجه جلها في سبل رفع مستوى تنافسية الإطارات المسيّرة في القطاعين العام والخاص ومكانة التكوين وخطط التسيير في البرامج الجزائرية على الصعيد الجهوي والدولي.وحذّر الخبير من إمكانية تراجع جاذبية المناخ الاقتصادي الجزائري للاستثمارات الأجنبية، في غضون العشر سنوات المقبلة، بفعل مستويات التكوين في الشركات الاقتصادية المحلية، قبل أن يشير في هذا الصدد إلى أن النشاط الاستثماري غير مقيد بحدود معينة. واستدل جيل كلوتيي بأن حوالي 86 في المائة من التوظيف في مختلف المؤسسات على مستوى العالم تتجه نحو تنمية الموارد البشرية، التكوين، التأطير والحوكمة، باعتبارها العوامل الضرورية لرفع مستويات التنافسية والإنتاج، وهو أمر غير متوفر في الجزائر.وركز المسؤول الأكاديمي لجامعة أورلاندو الأمريكية، جوزي ليوناردو أوتيرو، على ضرورة العمل على ضمان توفير خلف للمسؤولين والإطارات المسيرة المتجهة إلى التوقف عن النشاط بحكم التقدم في السن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات