+ -

 ودعت اسبانيا المونديال، وباتت انجلترا على باب الخروج، وعانت منتخبات أخرى من نتائج سلبية، كلها إخفاقات سيكون ضحيتها المدرب بنسبة كبيرة.ظاهرة المدربين الفاشلين بدأت تلوح في أفق المونديال، فالجميع اندهش من تبديل دل بوسكي، وهو متأخر بهدفين أمام تشيلي، بإخراج بيدرو وإدخال كازورلا، وقبلها كان قد بدل مهاجماً بمهاجم، ليتساءل كثيرون عن سبب عدم مغامرته والخسارة في حالته بهدف مثل الخسارة بعشرة.وذهب سكولاري للخيار الآمن أمام المكسيك، فبدل لاعباً بلاعب في المركز ذاته، لم يفكر بإخراج لاعب وسط متأخر سيء مثل باولينيو وإبقاء أوسكار والدفع بوليان على سبيل المثال، ولم يفكر بجعل مهاجمين اثنين على أرض الملعب في الدقائق الأخيرة، وكانت كل تبديلاته عادية تقليدية من دون مغامرات.الأمر ذاته انطبق على مدرب انجلترا روي هودجسون، الذي انتظر لإجراء التبديل الثالث حتى تلقى فريقه هدف سواريز الثاني في الدقائق الثلاث الأخيرة. وقبل ذلك، كانت كل تبديلاته فنية لا تبحث عن الفوز، بقدر ما تبحث عن ضمان التعادل بشكل أو بآخر. مدرب منتخب اليابان زاكيروني تشجع في البداية، مع تعرض لاعب من اليونان للطرد، فدفع بإندو المهاجم بدلاً من هاسيبي لاعب خط الوسط (الذي كان يحمل بطاقة صفراء)، لكنه بعد ذلك تراجع ولم يزد الضغط ولا سرعة اللعب أمام فريق ناقص عددياً، فاكتفى بشكل تقليدي عادي للفريق ومن دون مغامرات هجومية، ليفوّت فرصة ممتازة على المنتخب الآسيوي لاقتناص الانتصار.  فابيو كابيلو، مدرب كبير باسمه وتاريخه، لكنه في كأس العالم لم يترك بصمته حتى الآن بسبب تحفظه المبالغ به. هذا التحفظ ظهر في مونديال 2010 مع انجلترا، ثم كرره أمام كوريا الجنوبية في البرازيل وهو يقود روسيا، فلم يفكر بالهجوم بقدر ما فكر بالحفاظ على نظافة شباكه، وتأخر كثيراً بوضع الضغط على الكوريين سامحاً لهم بالذهاب بنقطة مهمة للغاية. ظاهرة فشل المدربين تعاظمت ووصلت ذروتها مع مدرب إيران كيروش، الذي لعب بفكر دفاعي بحت خلق أسوأ مباراة في البطولة، وساعده بالتأكيد تحفظ نيجيريا وخشيتها من الغدر. وعلى النقيض مما فعله مارك ويلموتس من تغييرات جريئة للمنتخب البلجيكي، فإن المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش فوت على نفسه فرصة الانتصار التاريخي بسبب مبالغته بالدفاع، ففي لحظات معينة كان تبديلاً جريئاً في نصف الساعة الأخير قادراً على إنهاء كل شيء، لكنه تردد، فدفع الثمن. وقالت أنباء إن رئيس الفاف محمد روراوة كان على وشك إقالته بعد المباراة، مثلما نقلته “الخبر” في اليوم الموالي للمقابلة بين المنتخبين الجزائري والبلجيكي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات