أهم ملاحظة وقفت عليها الجماهير العاشقة لكرة القدم في المباريات الأولى من مونديال البرازيل الأخطاء الكارثية المرتكبة من جانب الحكام وتأثيرها إلى درجة تحديد النتائج النهائية للمباريات، وبالرغم من موافقة الهيئة الدولية لكرة القدم “الفيفا” على استعمال كثير من التقنيات الجديدة لتحسين أداء الحكام مثل “عين الصقر” التي تساعد الحكام في معرفة إن كانت الكرة قد اجتازت خط المرمى، وثاني التقنيات استعمال “إسبراي الحلاقة” لتحديد المسافة القانونية التي يقف عندها اللاعبون عند تسديد المخالفات المباشرة وغير المباشرة، ولكن كل هذا لم يمنع من ارتكاب أخطاء عديدة مثلما حصل في المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا عندما أعلن الحكم الياباني يوشي نيشيمورا عن ضربة جزاء مشكوك في صحتها، وهو ما احتج عليه الطاقم الفني للمنتخب الكرواتي من خلال التأكيد بأن سبب الخسارة كان الأداء المتوسط للحكم. ولم تتوقف الأخطاء عند هذا الحد، بل تعدتها إلى مباراة القمة بين هولندا وإسبانيا عندما أعلن الحكم الايطالي نيكولا ريزولي عن ضربة جزاء غير شرعية لصالح “الماتدور” مع احتسابه هدفا مشكوكا في صحته لصالح “الطواحين الهولندية” بعد ممارسة المهاجم فان بيسري ضغطا على الحارس كاسياس في لقطة الهدف الثالث، وكان الحكم الكولومبي ويلمار رولدان، برفقة مساعديه، نجوم مباراة المكسيك والكاميرون بسبب أدائهم المتوسط ورفضهم لثلاثة أهداف بحجة التسلل، وبالرغم من فوز المكسيك بنقاط المباراة بعد نهاية المباراة بهدف مقابل صفر، إلا أن ذلك لم يمنع المدرب ميجيل هيريرا من انتقاد أداء الحكم، والدليل على ذلك تصريحاته التي أعقبت نهاية اللقاء عندما اتهم ثلاثي التحكيم بعدم احتساب هدفين شرعيين لصالح منتخب بلاده حملا توقيه المهاجم جيوفاني دوس سانتوس.وقبل ذلك، كتب الكثير من الحكام أسماءهم في تاريخ “المونديال” بفضل أدائهم المتوسط والأخطاء الخالدة المرتكبة من جانبهم، ومن أهمها: 1 – التونسي بن ناصر ويد الأسطورة مارادونانجح النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا في مباراة منتخب بلاده أمام انجلترا في مونديال 1986 بالمكسيك من مراوغة الحكم التونسي بن ناصر بعد إحرازه لهدف بيده، حيث وبالرغم من اعتراضات الانجليز غير أن الحكم العربي لم يتراجع عن احتساب هذا الهدف غير الشرعي، وهو ما جعله يدخل التاريخ برفقة مارادونا الذي وصفته الصحافة الانجليزية آنذاك بالسارق.2 – الانجليزي بول يشهر ثلاث بطاقات صفراء دون الطردوصنع الحكم الإنجليزي جرهام بول الحدث في مونديال 2006 بألمانيا بمناسبة إدارته لمباراة كرواتيا وأستراليا، وذلك عندما أشهر ثلاث بطاقات صفراء في وجه اللاعب جوستيب سيمونيتش أثناء المباراة دون تطبيقه القانون في إشهار البطاقة الحمراء مباشرة بعد البطاقة الصفراء الثانية، وهو الخطأ الذي جعل رئيس الفيفا، جوزيف بلاتير، يوجه انتقادا شديدا للحكم بول الذي فضل اعتزال التحكيم.3 – الحكم بيرت يخشى القتل من موسولينييشهد تاريخ كرة القدم العالمية على واقعة تاريخية كان بطلها الحكم البلجيكي بيرت الذي أدار مباراة إيطاليا وإسبانيا في دور الثمانية من كأس العالم سنة 1934، وذلك عندما خشي إشهار البطاقات الحمراء في وجه لاعبي منتخب “الأزوري” رغم اعتداءاتهم الواضحة على لاعبي إسبانيا، وهذا بدليل توجّه سبعة لاعبين أساسيين عقب نهاية المباراة إلى المستشفى من أجل تلقي الإسعافات بسبب العنف المفرط من لاعبي إيطاليا. وقال الحكم بيرت إنه لم يطبّق القوانين خوفا من أي مكروه قد يحدث له، لأن زعيم الفاشية موسوليني تابع اللقاء من أرضية الميدان.4 – انجلترا تفوز باللقب الوحيد بسبب مساعدة الحكاميجمع كثير من المختصين بأن منتخب الأسود الثلاثة (انجلترا) فاز بلقبه العالمي الوحيد سنة 1966 بمجاملة من الحكام، والدليل في ذلك ما فعله الحكم المساعد الأذربيجاني توفيق باخراموف في المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية، وذلك عندما احتسب هدفا غير شرعي بعد تسديدة جيف هيرست رغم أنها لم تجتاز خط المرمى، ولكن الحكم أصر في النهاية على احتساب الهدف وسط معارضة شديدة من قِبل الألمان.5 – زيكو يسجّل هدفا لكن لم يحتسب بسبب الوقتسجل النجم البرازيلي زيكو في مونديال نسخة 1978 هدفا عند تسديده لركنية مباشرة في مرمى المنتخب السويدي، ولكن الحكم كلايف توماس من بلاد الغال رفض احتسابه لا لسبب سوى أنه أعلن عن نهاية التوقيت الرسمي للمباراة قبل دخول الكرة إلى الشباك، وهو ما جعل “الفيفا” آنذاك تضع قوانين جديدة متمثلة في إطلاق صافرة نهاية المباراة في نقطة ميتة من أرضية الميدان.6 – لامبارد يسجل هدفا شرعيا لكن يتم رفضهسجل اللاعب الانجليزي فرانك لامبارد هدفا جميلا في مرمى الحارس الألماني نوير بتسديدة قوية تجاوزت خط المرمى ضمن الدور السادس عشر بمونديال جنوب إفريقيا 2010، ولكن الأورغواياني لاريوندا رفض احتساب الهدف لأن مساعده الأول لم يمنحه الإشارة بشرعية الهدف، وهو ما جعل “الفيفا” توافق على استعمال التكنولوجيا عن طريق تقنية “عين الصقر” بداية من المونديال الحالي في البرازيل.7 – تيفيز يسجل هدفا عن طريق التسللوفي الدورة نفسها وقفنا على خطأ تحكيمي جديد حصل في مباراة الأرجنتين والمكسيك، عندما احتسب الحكم روبرتو روسيني هدفا غير شرعي من جانب تيفيز عن طريق تسلل واضح، وانتهت تلك المواجهة بفوز “التانغو” بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.ووجب القول في نهاية موضوع اليوم بأن الحكم الجزائري جمال حيمودي أمام فرصة مواتية لإدارة الأدوار النهائية من المونديال، وذلك لأنه معروف بمستواه الجيد بعد تتوجيه لمرتين متتاليتين كأفضل حكم في القارة الإفريقية، حيث وبالنظر إلى الأخطاء الكثيرة المرتكبة إلى غاية الآن من قِبل الحكام مع حالات الاستبعاد المنتظرة من قِبل “الفيفا”، فإن ابن غليزان مطالب بتقديم أفضل المستويات لتشريف الصافرة العربية في المونديال، ولمَ لا تكرار سيناريو ما فعله الحكم المغربي سعيد بلقولة الذي يعدّ أول عربي يدير نهائيا في كأس العالم، وكان ذلك في مونديال نسخة 1998 بين البلد المنظم فرنسا أمام البرازيل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات