المالكي يطالب السنّة بتسليم السلاح ويدعو الشيعة للتطوع

+ -

 تتواصل معارك الكر والفر بين وحدات الجيش العراقي والجماعات المسلحة التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) عبر مناطق متفرقة من المحافظات العراقية، في الوقت الذي أكد رئيس الوزراء، نوري المالكي، في كلمة للشعب العراقي، أمس، أن الجيش تعرض لانتكاسة وليس إلى هزيمة، مؤكدا في سياق حديثه على أن الفترة القادمة ستشهد تغييرات جذرية على الأرض، في إشارة منه إلى استعادة الوحدات العسكرية النظامية للمبادرة. وكانت التقارير الاخبارية الواردة من العراق أكدت أن الجيش العراقي شرع في تنفيذ خطة هجومية تهدف لاستعادة المدن والقرى الواقعة تحت سيطرة التنظيم الجهادي (داعش)، بحسب ما صرح به أمس، قاسم عطا، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، الذي أفاد بأن وحدات الجيش تمكنت من استعادة جزء كبير من بلدة تلعفر، مشيرا في سياق حديثه أنه باستمرار وتيرة تقدم الجيش سيتم تحرير المدينة كليا بحلول اليوم الخميس. وأضاف المتحدث العسكري أن الجيش تمكن من اعتقال العشرات من عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقتل قرابة أربعين مسلحا من التنظيم الجهادي في معركة بالقرب من مصفاة ”بيجي” شمالي بغداد، نافيا في ذات السياق أن تكون المصفاة البترولية وقعت بين أيدي التنظيم الجهادي، مثلما ورد في بعض التقارير الإخبارية.وعلى الرغم من تأكيد رئيس الوزراء العراقي استعادة الجيش النظامي زمام المبادرة، إلا أن المعلومات الواردة تشير إلى استمرار تقدم المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم الجهادي في بعض المناطق، وذلك من خلال استهداف المناطق التي لا تحظى بتواجد عسكري نظامي قوي، مثلما هو الحال في شمال العراق، وذلك بعد قرار قيادة الجيش تركيز الجهود على حماية العاصمة بغداد من أي هجوم لتنظيم (داعش)، الذي أعلن في وقت سابق أنه بات قاب قوسين من السيطرة على العاصمة، مؤكدا أن وجهته بعد العاصمة ستكون المحافظات الجنوبية، حيث الغالبية الشيعية.تأتي هذه التطورات الميدانية، فيما يرى المراقبون أن أول خطاب لرئيس الوزراء نوري المالكي منذ بداية الأزمة الأمنية لم يكن في مستوى التطلعات، باعتبار أن هذا الأخير لم يتراجع عن فكرة تشجيع المتطوعين من الطائفة الشيعية للانضمام للميليشيات المسلحة لمواجهة التنظيم الإرهابي، في الوقت الذي طالب العشائر والقبائل السنّية بتسليم السلاح، الأمر الذي اعتبره الكثيرون استمرارا في نهج التفرقة الطائفية التي جعلت غالبية السنّة في العراق تستاء من السياسة المتبعة من طرف رئيس الوزراء نوري المالكي، القريب من إيران.وكان المالكي في خطابه للشعب دعا الفرقاء السياسيين إلى ضرورة تجاوز الخلافات، معتبرا أن العراق بات معرضا لمؤامرة خارجية تهدف إلى دعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من أجل إحداث فوضى أمنية في البلاد، ومن ثمة تقسيمها إلى دويلات، ولم يخف المالكي اتهامه للمملكة العربية السعودية، التي قال عنها إنها تقف وراء التنظيم السنّي الجهادي، مشيرا في السياق ذاته إلى أن عناصر من حزب البعث من قادة عسكريين تم إقصاؤهم من الجيش باتوا يتعاونون مع المجموعات ”الإرهابية” على حد قوله، فيما خلص المتابعون للملف العراقي إلى أن نبرة خطاب المالكي لم تساهم في تجاوز الهوة بين السنة والشيعة والتي يرى الكثيرون أنها السبب الرئيس في الأزمة السياسية في البلاد، والتي سمحت لتنظيم (داعش) باستغلال حالة الاستياء العام وعدم الاستقرار السياسي لشن هجوم ضد جيش عراقي بدا أن ضعفه مرتبط أساسا بحالة الانقسام الطائفي في البلاد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: