38serv
يتواصل إقبال عشاق الساحرة المستديرة في الجزائر على اقتناء أجهزة الاستقبال الفضائية الخاصة بالقنوات التي تنقل مباريات المونديال كاملة، للاستمتاع بتحليلات أشهر الرياضيين وكذا المعلقين. ورغم أن ميزانية الكثير من هؤلاء لا تحتمل مصاريف إضافية، إلا أن كل شيء يهون في سبيل اللعبة الأكثر شعبية في العالم. من أجل الاستمتاع بفنيات ميسي ورونالدو ومتابعة المشاركة الجزائرية بأدق تفاصيلها، عمد الكثيرون إلى خصم مبالغ مهمة من الراتب الشهري، كانت ستوجه لحاجيات شهر رمضان الكريم وبرنامج العطلة الصيفية، لاقتناء هذه الأجهزة.عمي علي، موظف بسلك التعليم، استوقفناه لنتحدث عما كلفه شغفه بالخضر وكرة القدم، فقال “حقيقة مبلغ 33 ألف دينار سيؤثر في ميزانية العائلة، غير أن حبي الكبير لكرة القدم وعشقي لتعليقات عصام الشوالي وحفيظ دراجي، وحتى أبرر اقتنائي للجهاز كذبت على العائلة وقلت إني اقتنيت الجهاز بالتقسيط”.الجنس اللطيف دخل أيضا على الخط لمتابعة التظاهرة الرياضية الأكثر شعبية في العالم، ومنهن ليندة، وهي شابة تحترف رياضة الكاراتيه دو، تقول “هذه القنوات تقدم تغطية ذات احترافية ومادة دسمة من الأخبار، سواء تعلق الأمر بمنافسة كأس العالم أو غيرها من الرياضات، لهذا عندما اقتنيت جهاز الاستقبال الخاص بهذه القنوات أقام أشقائي عرسا في البيت”.الوضع نفسه في العاصمة وغيرها من الولايات، فرغم حصول القناة الوطنية على حقوق بث 22 مباراة من ضمنها مباريات الخضر، إلا أن الهوس بمتابعة المباريات كاملة مع تحليلات كبار المعلقين العرب والعالميين لا يمكن تفويته، خاصة أن هذه المنافسة التي تنتظرها المعمورة لا تتكرر إلا مرة كل 4 سنوات. وتكفي جولة قصيرة فقط في سوق الحميز بالعاصمة للوقوف على ذلك، إذ أكد أصحاب المحلات أن الاقبال لم يتوقف منذ بداية المونديال، ومنهم عبد الرحمن شاب عشريني التقيناه هناك رفقة صديقه بصدد الاختيار بين نوعين من أجهزة الاستقبال، يقول عبد الرحمن “صحيح أن الثمن يفوق ميزانيتي، لهذا اشتركت مع أشقائي لاقتنائه، على أن نتابع المباريات في البيت العائلي، ولأن إخوتي المتزوجين لا يقيمون معنا، فسيضطرون للمجيء يوميا لمتابعة المباريات في البيت، أو على الأقل متابعة أهم المباريات”.ابتسم محدثي وأنا أسأله عن سبب عزوفه عن متابعتها في القناة الوطنية فرد “فرق كبير بين التعليق والتحليلات على القناة الوطنية وباقي القنوات، الإمكانيات ليست نفسها، لا يمكن متابعة كبار الرياضيين والمختصين في اللعبة على الأرضية، وحتى التعليق مختلف”.ولا يتوقف الهوس بمتابعة مباريات المونديال عند عشاق كرة القدم على اقتطاع مبالغ مهمة من الميزانية، بل انعكس أيضا على الزوجات اللواتي أصبح بعضهن “رهينة” المطبخ لتحضير الشاي والمشروبات لشلة الزوج، فالكثيرون يفضلون متابعة المباريات في شكل جماعي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات