دافع رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “النفط” سيد علي بطاطا، على القرار المتخذ من طرف السلطات العمومية بخصوص التوجه نجو استغلال المخزون الوطني من الغاز الصخري، واعتبره أولى من الاستثمار في الطاقة الشمسية، بدعوى أن تكاليفها مرتفعة بالمقارنة مع تكلفة إنتاج المحروقات غير التقليدية، على أنه أشار إلى أن البرنامج الوطني للسياسة الطاقوية تهدف مع ذلك إلى عدم إهمال أي مورد من موارد الطاقة، بما فيها المحروقات التقليدية التي قال إن 50% منها غير مستغلة.وقال المتحدث أمس خلال استضافته بمنتدى المجاهد، إن “الولايات المتحدة الأمريكية تملك إمكانيات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية وتتحكم في التكنولوجيا”، ومع ذلك فضلت التوجه إلى خيار استغلال الغاز الصخري، الأمر الذي اعتبره دليلا على أولوية التركيز على استغلال المخزون الجزائري في مجال من هذا النوع من المحروقات، خاصة أن الوكالة الدولية للطاقة تؤكد عبر تقاريرها دراساتها أنه ثالث احتياط من حيث الكمية على مستوى العالم، غير أنه شدد على أن التحدي الأول الذي يواجه الجزائر في هذا المجال هو إمكانية التحكم في التكنولوجيا. وعدل سيد علي بطاطا عن الاستدلال بالتجربة الأمريكية من حيث نقل تقنيات وتكنولوجيا الاستغلال واستعمالها في الجزائر، قبل أن يضيف في رده على سؤال “الخبر” أنه لا يمكن تعميم تكاليف حفر الآبار واستغلال الغاز الصخري المستعملة في حقول الولايات المتحدة على الجزائر، بالنظر إلى العديد من المعطيات على غرار اختلاف الطبيعة الجيولوجية لكل منطقة، وأشار تبعا لذلك إلى أنه لا يمكن الحكم بأن مشاريع إنتاج الغاز الصخري لا تتمتع بالمردودية الاقتصادية، من منطلق أنه لا سبيل للتنبؤ مسبقا بالتكلفة النهائية لحفر الآبار. وفي وقت قال إنه لا يوجد لنسبة مخاطر تساوي الصفر في أي عمل خاصة الأنشطة الاقتصادية، أوضح رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات أن رخصة استغلال الغاز الصخري لا تمنح إلا بعد موافقة الجهات المختصة على مستوى وزارة الطاقة بالتنسيق مع مصالح وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، عقب التأكد من عدم وجود أي مخاطر على البيئة والمحيط، مشيرا من ناحية أخرى إلى أن من 20 إلى 80% من المياه المستعملة في آبار إنتاج الغاز الصخري تسترجع ويعاد استعمالها بعد معالجتها.ومن ناحية أخرى، فند رئيس وكالة “النفط” التقارير المحذرة من نضوب المخزون الجزائري من المحروقات في أفاق 20 سنة المقبلة، وقال إن ذلك غير قابل للتنبؤ عبر الزمن، وإنما بحجم وطريقة الاستهلاك، مضيفا أن 50% من الاحتياط الجزائري من المحروقات غير التقليدية غير مستغل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات