سعداني قال: إن الأفالان سيشارك في ندوة الإجماع الوطني، لأن الأفافاس وافق على عدم مناقشة ملف الرئاسيات المسبقة وحل المؤسسات المنتخبة في أعمال هذه الندوة.. وأن شرعية الرئيس والمؤسسات المنتخبة خط أحمر لا يمكن مناقشتها.. في حين قال الأفافاس إن قضية الرئاسة والبرلمان لم تطرح في اجتماع الأفالان والأفافاس هذاǃ فمن نصدق إذن؟ منطق الأشياء يقول: إن الندوة التي دعا إليها الأفافاس إذا استثنت مناقشة موضوع إعادة بناء مؤسسات الدولة كاملة بما فيها الرئاسة والبرلمان فهي ندوة لا معنى لها، لأنها تصبح ندوة بلا معنى وبلا موضوع، وعندها سيطرح السؤال الكبير: ما معنى الإجماع الوطني الذي يدعو إليه الأفافاس إذا لم يكن إعادة بناء البرلمان والحكومة والرئاسة؟ǃواضح أن سعداني لا يعرف ما يقول.. فلو كان باستطاعته أن يمنع حزبا مثل الأفافاس من مناقشة قضية الرئيس والبرلمان والحكومة في الندوة التي يراد عقدها، ما كان قد قبل بحضور هذه الندوة أصلا؟ǃالغريب في أمر أفالان سعداني أنه أصبح عاجزا عن تنظيم اجتماع للجنة المركزية لهذا الحزب، وفي نفس الوقت يطرح نفسه لقيادة أحزاب الموالاة والمعارضة لصناعة تأييد بقاء المؤسسات الدستورية المريضة من الرئاسة إلى الحكومة إلى البرلمان؟ǃأطرف ما قاله سعداني بهذا الخصوص، أن حزبه لا يمكنه أن يعقد اجتماع اللجنة المركزية حتى لا يشوش على الدستورǃ ومعنى هذا الكلام أن اللجنة المركزية للأفالان ستجتمع بعد تعديل الدستورǃ ولكم أن تتساءلوا ما علاقة عملية تنظيم حزب ما لنفسه بعملية تعديل الدستور أو تغييره؟ǃ كل مرة يدخل الأفالان في مرحلة جديدة من الهزال السياسي.إذا صح ما قاله سعداني عن الأفافاس من أنه قبِل بأن لا تناقش وضعية شرعية المؤسسات القائمة في البلاد، من الرئاسة إلى البرلمان والحكومة، فذاك يعني أن ما تقوله المعارضة عن الأفافاس من أنه يمارس سياسة المقاولة من الداخل مع السلطة مسألة واردةǃ لكن يمكن أن الأفافاس كان يتحدث إلى سعداني بمستوى سياسي لم تبلغه مدارك سعداني بعدǃ فالإجماع الوطني الذي يدعو إليه الأفافاس إذا لم يكن حول موضوع الرئيس والبرلمان والحكومة.. فحول ماذا سيكون هذا الإجماع؟ إذا لم يكن الإجماع الوطني حول نوعية المؤسسات التي تحكم البلد، فعن ماذا سيتحدث هذا الإجماع؟ǃقد يكون الأفافاس يريد نصب فخ لأفالان سعداني من خلال تنظيم ندوة بلا جدول أعمال.. وجدول الأعمال الوحيد هو الإجماع الوطني، وعند النقاش كل شيء يصبح قابلا للنقاش، وفشل الندوة ستكون انعكاساته على النظام أكثر من المعارضة، إذا تمسك أمثال سعداني بعدم مناقشة مسألة الرئاسة والبرلمان والحكومة. وقد تكون السلطة بالفعل تريد استبدال بردعة سعداني بسرج الأفافاس.. ولكن دون تغيير الراكب، وما يغير هو المركوب.. ولا أعتقد أن نضال الأفافاس يسمح بمثل هذا السيناريو[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات