لم يفوّت مدرب المنتخب الوطني فرصة قبوله الإدلاء بتصريحات للموفدين الإعلاميين الجزائريين، ليوجه لهم انتقادات مباشرة، مبديا قناعته بأن الإعلام الجزائري يسعى لتقزيم إنجازاته.وقال حاليلوزيتش، في رده على سؤال حول ضعف دفاع المنتخب وموقف البلجيكيين من ذلك: “بصراحة لست مهتما بما يقال عن المنتخب، ولا أهتم برأي الآخرين، فأنا أعرف نقاط قوة وضعف الفريق، وقمت بإشراك عدة لاعبين في الدفاع”، مضيفا: “لا أحب من يتحدث عن فريقي، فأنا أعرف أكثر منكم أنتم الصحافيون، لأنني مقتنع بالعمل الذي أقوم به وأعرف جيدا فريقي وأعرف أيضا اللاعبين وقدراتهم”.وقال وحيد حاليلوزيتش إن التحضير للمونديال يتطلب سنوات، مشيرا: “كنت أريد سنتين إضافيتين أو ثلاثا على الأقل حتى أكون جاهزا، هذا ما أحتاج إليه، فالمنتخب الذي يشارك في نهائيات كأس العالم بحاجة إلى عدة سنوات من العمل سويا لضمان التأقلم والآلية في اللعب والانسجام”.وحسب حاليلوزيتش، فإن وضعه يختلف عن وضع عدة مدربين آخرين، موضحا في سياق حديثه: “هناك من المدربين من لديه مشكل التأقلم في التشكيلة، أما أنا فأعيش وضعا خاصا، لأنني قمت بتجديد المنتخب بنسبة كبيرة، وأملك حاليا لاعبين شبّانا تنقصهم الخبرة على هذا الصعيد من المنافسة، لكن تملك التشكيلة هامش تطور كبير، لذلك نحتاج إلى وقت أكثر للعمل حتى نكون أفضل، وبالتالي فإن الأكيد أن منتخبنا تنقصه التجربة”.“الدور الثاني إنجاز أكبر من تاريخ الكرة الجزائرية”ولم يفوّت حاليلوزيتش أية فرصة للتأكيد للصحافيين بأن مطالبهم كبيرة ومبالغ فيها، وبأن ذلك يزيد من حدة الضغط على المجموعة، خاصة فيما يتعلق بضمان التأهّل إلى الدور الثاني.وقال في هذا الشأن: “أنتم تتحدثون عن التأهل إلى الدور الثاني في المونديال، وهو إنجاز يفوق تاريخ الكرة الجزائرية، ويجب عدم نسيان أن المنتخب الجزائري لم يسجل سوى هدف واحد في المشاركتين الأخيرتين في نهائيات كأس العالم، وإذا أردنا أن نكسب تأشيرة المرور إلى الدور الثاني فعلينا أن نسجّل أهدافا كثيرة، وسنلعب ثلاث مباريات من أجل تسجيل أهداف كثيرة، لكن أنتم تطلبون من جهتكم تحقيق في ثلاث مباريات ما يفوق كل الحدود”.وبدا مدرب المنتخب الوطني مقتنعا بأن المباراة الأولى أمام منتخب بلجيكا مهمة للغاية، غير أنها، في نظره، ليست مباراة حاسمة. وأوضح في سياق حديثه: “المباراة الأولى أمام منتخب بلجيكا ليست حاسمة، لكنها مهمة طبعا، فمن الأفضل أن تسجّل انطلاقة قوية في المونديال، ومن أجل تحقيق ذلك يتعين على اللاّعبين أداء مباراة العمر لم يسبق أداؤها من قبل”، مضيفا أيضا: “مباراة بلجيكا معقدة فعلا، ومن جانبنا سنعمل على تعقيد حياة البلجيكيين في هذه المباراة”.“ما فعله الحكم الياباني مهزلة وعلينا تحضير أنفسنا لنفس السيناريو” تمسك حاليلوزيتش بموقفه القاضي بضرورة أداء مباراة استثنائية أمام منتخب بلجيكا من أجل التفكير في تحقيق انتصار، مشيرا: “علينا أن نقدم مباراة غير عادية أمام منتخب بلجيكا حتى نفكر في الفوز، ولا أخفي عليكم أنني شرعت في التفكير في الطريقة التي سألعب بها أمام بلجيكا وكوريا الجنوبية وروسيا منذ جانفي الماضي”، مضيفا: “نحن نحترم كل المنافسين، صحيح أن منتخب بلجيكا مرشح لتحقيق الفوز، لكن في مباريات كرة القدم يمكن لجزئيات أخرى كثيرة أن تصنع الفارق، ولا يوجد دليل أحسن من حكم مباراة البرازيل أمام كرواتيا”، مضيفا بكثير من التهكم: “لقد كان الحكم رائعا، فقد أعلن عن ضربة جزاء للبرازيل من العدم، إنها جزئيات صغيرة لكنها تغير مجرى المباريات، ولم أنس أنني عشت نفس الشيء في مباراة الذهاب أمام منتخب بوركينا فاسو”.ما قام به الحكم الياباني في مباراة الافتتاح جعل حاليلوزيتش يلفت انتباه الصحافيين إلى أن التحضير وحده لا يكفي عادة لتحقيق النتائج، وبدا متخوفا كثيرا من التحكيم في المونديال، حيث قال: “علينا أن نتفادى التفكير بذلك ولا نقع في فخ هذه السلبيات، وعلينا أن نحضّر أنفسنا معنويا لمثل هذه الأمور، فهي ستحدث حتما مع منتخبات مصنفة صغيرة بين المنتخبات المشاركة في المونديال على غرار الجزائر وكرواتيا”، مضيفا: “لن تتم معاملتنا فوق أرضية الميدان مثل منتخبات أخرى، أعلم ذلك جيدا، فلسنا فرنسا أو إنجلترا أو أي منتخب آخر كبير، ومن يقول لي غير ذلك فهو مخطئ، وبالتالي علينا تفادي النرفزة وكل ما يمكن أن يزعزع استقرارنا، لأن أي انفعال سيفجّر المجموعة، علينا أن نحضر أنفسنا لسيناريو مماثل لما حدث مع منتخب كرواتيا”، مواصلا القول: “يمكن أن تلعب بشكل جيد وتخسر، كما يمكن أيضا أن تفوز دون أن تقدّم أداء راقيا”.“اللاعبون يفضلون شواطئ كوبا كابانا لتحضير المونديال”لم يسلم لاعبو المنتخب أيضا من تصريحات حاليلوزيتش النارية، خاصة فيما تعلق بمكان إجراء التربص التحضيري الذي جعلهم يعيشون العزلة، حيث قال مدرب المنتخب الوطني إنه لا يشعر بالخيبة لخيار مركز “أتليتيك سوروكابا”، لأنه يضمن، حسبه، الهدوء والتخضير في أفضل الظروف.وقال بكثير من التهكم: “الجميع هنا لا يشعرون بالسعادة بالمركز، فاللاعبون يفضلون التحضير للمونديال في فنادق فخمة بريو دي جانيرو، إنهم يريدون إجراء تربصهم في شواطئ كوبا كابانا والاستمتاع بالمناظر، ولقد سمعت فعلا مثل هذا الكلام، لكنني مقتنع بأن المركز الحالي جيد ولم أندم على اختياره، فمنذ البداية كانت تربصاتنا تجري في هدوء، من سيدي موسى ثم إلى سويسرا الذي لم يؤثر عليه سوى تصرف بعض الأنصار، لكن تصرفهم هذا لم يؤثر عليّ ولم يستهدفني، إنما سبب مشاكل لرجال الأمن بجنيف، في حين نتواجد في البرازيل بمركز هادئ ويضمن كل وسائل العمل وهذا ما يحتاجه المنتخب للتحضير للمونديال”.وعن مدى تأثر اللاعبين بالضغط الذي يفرضه طابع المنافسة، قال حاليلوزيتش في البداية: “أنتم تسألون إن كنت أنا أشعر بالضغط”، ليجيب بعدها، بعد التأكيد له بأن الأمر يتعلق باللاعبين، ليقول: “لدي رأي حول هذه النقطة، لكن عليكم أن تسألوا اللاعبين، فهم الفاعلون الحقيقيون، لكن يمكن أن أقول إنهم يأكلون جيدا ويمرحون فيما بينهم”.“أداء منتخب كوريا الجنوبية فاجأني”لم يخف مدرب المنتخب الوطني بأنه تفاجأ لخسارة المنتخب الكوري الجنوبي في المباراة الودية الأخيرة بنتيجة ثقيلة، وأشار وهو يجيب عن سؤال صحفي من كوريا الجنوبية: “لا أخفي عليكم أن المنتخب الكوري الجنوبي فاجأني في المقابلتين الأخيرتين، فهو لم يظهر بمستواه المعهود، لقد تابعت مباريات منتخبكم، ولدي فكرة عن طريقة لعبه، فلم يظهر بنفس الوجه من الناحية البدنية، ولست أدري إن كان ذلك راجعا لقيامه بتحضيرات مكثفة وعمل كبير من الجانب البدني”.وواصل يقول: “المنتخب الكوري كانت تنقصه الحيوية في اللعب، وأنا على يقين بأن نتائجه الأخيرة لا تعكس حقيقة مستواه”، بينما رفض حاليلوزيتش، وهو يجيب عن سؤال صحفي جزائري، تقديم مؤشرات عن التشكيلة الأساسية التي سيواجه بها المنتخب البلجيكي، وقال: “ليست لدي التشكيلة الأساسية وفي ذهني ضبطت قائمة بـ 23 لاعبا”.
قال إن الصحافة هي الوحيدة التي لا يعجبها عمله“الفوز على بلجيكا مثل الانتصار على ألمانيا سنة 1982” كشف حاليلوزيتش بأن تحقيق انتصار على منتخب بلجيكا القوي في مونديال البرازيل، سيكون إنجازا كبيرا للكرة الجزائرية، مشيرا بأن مثل هذا الإنجاز يمكن تصنيفه “في نفس مرتبة الانتصار الذي حققه المنتخب الجزائري أمام منتخب ألمانيا الغربية لفي مونديال 1982 بإسبانيا”.ورفض مدرب المنتخب الوطني الاكتفاء بمباراة رومانيا الأخيرة لاتخاذها معيارا، حيث قال: “لدينا مقابلتان وليس مقابلة واحدة فقط، صحيح أننا أدينا مباراة كبيرة أمام منتخب رومانيا خاصة في الشوط الثاني، وكانت لدينا ثماني فرص للتهديف، نعم إنها أفضل مباراة للمنتخب الجزائري على الإطلاق، وهناك من قال ذلك، وهي أفضل مباراة في تاريخ الكرة الجزائرية، لكننا أدينا مباراة كبيرة أيضا أمام منتخب أرمينيا”.“لاعب أرميني واحد قيمته تفوق كل اللاعبين الجزائريين مجتمعين”وواصل وهو يستفسر عن دوافع تقزيم الإعلام الجزائري لإنجازاته بالقول: “لماذا لا تتحدثون عن مباراة أرمينيا، فهذا المنتخب ليس ضعيفا، فهو منتخب يضم عناصر بارزين، ويوجد لاعب واحد في صفوف هذا المنتخب كان يحمل الرقم 18 يفوق من حيث القيمة المالية كل اللاعبين الجزائريين مجتمعين، فقيمته في السوق تصل إلى 40 مليون أورو”.وأضاف حاليلوزيتش يخاطب الصحافيين: “ليس لديكم أي تقدير لهذا المنتخب، فالجميع معجب بعمل وحيد إلا الصحافة، فأنتم تنتقدون عملي دائما، وأطلب منكم مواصلة انتقادي، انتقدوا وحيد فهذا يسعدني كثيرا”، مضيفا: “أصبح الحديث معكم أنتم الصحافيون صعبا، عليكم أن تعلموا أن منتخب رومانيا شارك في المباريات الفاصلة المؤهلة للمونديال، وبالتالي لا يمكن الحديث معكم عن هامش التطور، وما أطلبه منكم قليلا من التقدير لهذا الفريق وسيكون ذلك أفضل للكرة الجزائرية ولمعرفتكم بكرة القدم”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات