لم أجد جوابا مقنعا لكل التساؤلات التي تتصارع داخل فكري بخصوص موقف مدرب منتخبنا الوطني، وحيد حاليلوزيتش، من ممثلي مختلف العناوين والقنوات الإعلامية الوطنية المتواجدة بالبرازيل، من أجل هدف رئيسي وهو نقل كل كبيرة وصغيرة عن منتخبنا الوطني، الحامل لآمال أربعين مليون جزائري، كلهم على قلب رجل واحد مع هذا المنتخب. هذا المدرب الذي لم يجد، ومنذ إمساكه بزمام العارضة الفنية للمنتخب، غير التشجيع والمؤازرة والسند من الجزائر، حكومة وشعبا، إلى درجة اقترب من أن يكون رمزا وطنيا، بدليل أن الجماهير العريضة للمنتخب أصبحت تستغل كل مباراة للفريق الوطني حتى تهتف بحياة هذا المدرب “جيش شعب معاك يا حاليلو”، كما أن نداءات المدرب للجماهير لمطالبتهم بالهدوء والتحلي بالانضباط خلال تشجيعهم للمنتخب كانت وحدها كافية لإعادة الأمور إلى نصابها. ونذكّر هنا بالدور الكبير للصحافة الوطنية في تهذيب الجماهير وتحذيرها من مغبة تلك التصرفات الطائشة، فكانت بذلك صحافتنا بمثابة الشريك لحاليلوزيتش في مسعاه الرامي لتوفير كل شروط الراحة والهدوء المحيطين بتحضيرات “الخضر”، ليكون جزاء حاليوزيتش لهذه الصحافة بعزلها، ومقاطعتها، ثم محاولة معاقبتها بفتح المجال للصحافة الأجنبية، وخاصة الفرنسية والبوسنية وحتى الكراوتية، بمنحها السبق في نقل كل أخبار “الخضر” ومستجدات المنتخب في بلاد “السامبا”، وخصّها بحوارات حصرية، وكأن الجزائريين الذين سلطت عليهم غرامة قاسية مقابل متابعتهم لمباريات المونديال، قيمتها تجاوزت الثلاثين ألف دينار، أراد هذا المدرب أن يزيد من عنائهم في متابعة أخبار منتخبهم عبر تصفّح جرائد أجنبية. ولم يكتف مدرب منتخبنا المحترم بمقاطعته الشخصية لممثلي الإعلام الجزائري، بل تعدّاه إلى منع اللاعبين من التواجد بالمنطقة المختلطة بمركز “آتليتكو سوروكابا” للقاء الصحفيين الجزائريين مثلما تنص عليه تعليمات “الفيفا”. وأخشى لو يفكر صحفيونا المتواجدون بالبرازيل في رفع شكوى إلى “الفيفا” بأن يتهموا بتدويل القضية، والدعوة لتدخل أجنبي في قضايانا الداخلية، وما إلى ذلك من الممارسات التي أصبح مسؤولونا، من أعلى هرم السلطة إلى أسفلها، يتفنّون في تسفيه كل طالب لحقّ أو مطالب بحرّية هذا الشعب لمتابعة منتخبه عبر وسائل بلده الإعلامية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات