دعا المحامي والناشط السياسي مقران آيت العربي، الذي شارك في ندوة “الحريات والانتقال الديمقراطي”، إلى “تحديد أهداف ندوة الانتقال الديمقراطي بوضوح وتحديد قواعد اللعبة، فالبعض يريد أن يلعب التنس والآخر يريد الملاكمة، وقواعد الرياضتين مختلفة”.وعارض مقرات آيت العربي، في رسالة نشرها على حاسبه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي “فاسيبوك”، أمس، الذين يقارنون هذه الندوة مع ندوة أخرى، موضحا “اجتماع 22 ثوريا سنة 1954 أو مؤتمر الصومام، فالثوار اجتمعوا في سرية تامة، وتنقلوا في ظروف قاسية، ولو اكتشفت السلطات الاستعمارية مكان اللقاء، لقضت على الجميع وربما على الثورة، وكان الهدف الوحيد لهؤلاء استقلال الجزائر وليس السلطة من أجل السلطة، وكان شعارهم النصر أو الاستشهاد”.وقال آيت العربي “نحن اليوم نجتمع في أضخم الفنادق بالعاصمة، ونتنقل بأحدث السيارات، ونتكلم أمام الكاميرات، أما كون هذه الندوة تاريخية أم لا، فهذا متروك للتاريخ وليس للتصريحات، فالتواضع لم يقتل أحدا”.وتساءل المحامي والناشط السياسي: “التغيير نحو ماذا؟”، مضيفا أن “ديمقراطية الواجهة لا تكفي لكون الحصول على الأغلبية، ولو في انتخابات نزيهة حقيقة، لا يعطي الحق للحكام في تغيير مشروع المجتمع والنظام الجمهوري كما هو مبيّن في بيان أول نوفمبر 1954 وقرارات مؤتمر الصومام”.ولاحظ مقران آيت العربي، طبقا لرسالته أن “أغلب التدخلات كانت حول حوصلة السلطة، وهذه الحوصلة يعرفها الجميع ولا تحتاج إلى ندوة، كما حاول البعض الرجوع إلى سانت إيجيديو، رغم أن أحد الموقعين على أرضيتها تبنى العملية الإرهابية بشارع العقيد أعميروش التي خلفت عشرات الضحايا من المدنيين، وإلى رجوع الفيس بطريقة أو بأخرى، فهذه المحاولات جزء من الأزمة وليس من الحل، والتمسك بها سيؤدي إلى انسداد يصعب تجاوزه”.وذكر آيت العربي “رغم هذه الملاحظات التي أسجلها بكل صراحة، فإن الندوة كانت بصفة عامة إيجابية، وعلينا (يقصد المشاركين في الندوة) أن نتجنب الانزلاقات، فيما يبقى دور الجيش في الوضعية الراهنة مطروحا، باعتباره صاحب القرارات الحاسمة منذ الاستقلال، نظرا لفشل الطبقة السياسية أو إفشالها، ما يجعل الجيش مدعوا للعمل في اتجاه التغيير الديمقراطي السلمي لينصرف إلى مهامه التقليدية المطلوبة من كل جيش في مجتمع ديمقراطي”.وربط المتحدث استجابة الشعب لنداء المشاركين في ندوة الحريات والانتقال الديمقراطي، بـ”وضوح الأهداف وقدرة المعارضة على العمل المستمر والجاد، قصد إعطاء المصداقية للمبادرة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات