يمكن لهذا العنوان أن يكون أكثر جاذبية لو صادف تأهل “الخضر” للدور الثاني من مونديال بلاد “السامبا”، الذي نتمنى أن يحصل هذه المرة، لكن الإنجاز الكبير والتاريخي الذي حققته المعارضة السياسية في الجزائر بداية من العاشر جوان الجاري كان أولى بالتنويه والإشادة، وربما الخروج للشارع من أجل الاحتفال به، كما سيحتفل لتأهل “الخضر” للدور الثاني من المونديال. أليست مشاركة “الخضر” في الدورات الثلاث السابقة للمونديال خرجت بشعار المشاركة من أجل المشاركة وكسب الخبرة، ماعدا المباراة التي فزنا بها على ألمانيا عام 1982 والتي أصبحت الشجرة التي تغطي كل فشلنا الكروي بعد ذلك، وكذلك بالنسبة للسياسة، فماعدا ندوة “سانت إيجيديو” بروما بين سنتي 94 و95، لم تسجل المعارضة مشاركة قوية وناجحة، منذ الانفتاح السياسي سنة 1989، هذا الانتصار مكّن المعارضة من المرور للدور الثاني من منافسة الانتقال الديمقراطي، لأن هذه الأخيرة أدركت بأن اللعب السياسي الجماعي والمعتمد على روح الفريق وليس الفرديات، وإن كانت لامعة سياسيا، هو سر هذا الفوز الساحق والتاريخي، وكذلك يمكن لمنتخب كرة القدم الذي يمثل بدرجة أولى الشعب الجزائري وليس السلطة بمفهومها الضيق، أن يحرز تأهلا تاريخيا للدور الثاني من هذا المونديال، لو لعب عناصره بفكر المجموعة وليس بعقلية النجومية الفردية، وهكذا يكون شهر جوان بداية لتأريخ جديد للحياة السياسية الرياضية في الجزائر، ولا شك أن ذلك سينعكس على باقي الجوانب الأخرى، وفي انتظار ذلك فإن المعارضة وبمجرد تمكنها من حشد كل تلك الأحزاب والشخصيات السياسية والتاريخية على اختلاف أفكارها وتضاد إيديولوجياتها وخصوماتها السابقة، يعتبر انتصارا سياسيا كبيرا على نظام بائس مازال يصر على محاورة نفسه ضمن مسرحية هزلية تكاد تتحول إلى “مونولوڤ” لم تتح فيه الفرصة لأحزاب المولاة سوى بتقمص دور “الكومبرس”، فهل آن الأوان لرئيس الجمهورية أن ينهض بفكره القوي الذي مازال يحاكي أشعار فولتير، ويجتمع بأقطاب هذه المعارضة في مباراة الدور الثاني، لكن بعقلية احترام المنافس الذي لم يعد يقبل بيع المباراة ولا التنازل عن نقاطها، ويخرج الشعب الجزائري هو الفائز في آخر هذه المباراة؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات