أسعار البطاطا تتراجع دوليا وترتفع في الجزائر

في الوقت الذي تشير المعطيات الصادرة عن مختلف الأسواق الدولية إلى تسجيل تراجع محسوس لأسعار مادة البطاطا، إلى غاية تسليمات نوفمبر من السنة الحالية، تعرف أسعار هذه المادة في السوق الوطنية ارتفاعا، ورغم أن المادة لا تستهلك كثيرا في شهر رمضان مقارنة بالأشهر الماضية، إلا أن المنحى التصاعدي لأسعار هذه المادة يطرح نقاط ظل وتساؤلات في غياب التفسيرات الموضوعية.وتعرف مادة البطاطا، التي تكشف التقديرات الإحصائية أن معدل استهلاكها في الجزائر يقدر ما بين 90 و100 كلغ حاليا، مقابل 58 كلغ للفرد سنويا في 2008 و70 كلغ في السنة في 2009 و87 كلغ في 2010، تقلبات كثيرة بالنظر إلى عدم ضبط مستويات إنتاج محلية، وإن تم الاعتماد على التخزين لفرع من النشاط يعد من بين الأهم في النشاط الفلاحي في الجزائر مع الحبوب والحوامض و الطماطم، وتقدر قيمة الفرع حاليا بأكثر من 160 مليار دينار في السنة، مع بروز مهنيين مختصين في فرع البطاطا.ووفقا لمعطيات غير رسمية، فإن المعدلات المسجلة لأسعار هذه المادة تتراوح ما بين 50 و70 دينارا، مع اختلاف في النوعيات للكيلوغرام الواحد، خلال الأسبوع الثاني من جوان، مقابل 30 و35 دينارا كمعدل من قبل.ورغم إعلان السلطات العمومية، منذ سنتين على الأقل، تحقيق الاكتفاء الذاتي وتسجيل إنتاج عام 2013 بـ 50 مليون قنطار مقابل 42 مليون قنطار في 2012، فإن الاختلالات المسجلة في شبكات وقنوات التوزيع وتعدد ­­­­الوسطاء، يدفع أسعار هذه المادة إلى الارتفاع، في وقت تعرف معدلات الأسعار في السوق الدولية تراجعا، حيث بلغت في بورصة باريس في منتصف أفريل 11,1 أورو للقنطار، و11 أورو للقنطار في 23 ماي و10 أورو في 28 ماي، ونفس السعر في 2 جوان، واستقرت الأسعار عند 11 أورو ما بين 3 و11 جوان.  ويتوقع المتعاملون في البورصات الدولية بقاء أسعار البطاطا منخفضة في حدود 107 و105 أورو للطن الواحد في غضون نوفمبر المقبل،على خلفية تحسن الأحوال الجوية والمناخ في أوروبا، ما سيدعم مسار الأسعار إلى مستويات منخفضة.وتظل الجزائر غير متحكمة في عدة عناصر وأدوات الإنتاج، من بينها إنتاج البذور والتخصيب والتخزين والمكننة، ما يؤثر على الوفرة والأسعار ويجعل السوق غير مستقرة. وعجزت الجزائر عن تحقيق الاكتفاء في بذور البطاطا، ما يستلزم استيراد أزيد من 130 إلى 150 ألف قنطار، سنويا، من فرنسا والدنمارك وهولندا بالخصوص. كما قامت الجزائر بإنشاء مخبر تحسين وإنتاج بذور البطاطا ببلدية السبعين بمدينة تيارت، الذي يضاف إلى 3 مخابر متواجدة باسطاوالي في العاصمة وسطيف وسيدي بلعباس، يتم من خلالها إنتاج البذور، وكلّف المخبر الذي أنجز في إطار الشراكة الجزائرية الكورية استثمارا قدره 1,8 مليون دولار، حيث سيمكّن من إنتاج 10600 طن من بذور البطاطا سنويا، ولكن ذلك لم يمنع من بقاء تبعية الجزائر إلى الاستيراد في هذا المجال.