إذا كنت من حاملي الجنسيات غير العربية ذات السمعة الطيبة في لعبة كرة القدم، فقد لا تشعر بأهمية اللحظات الفارقة، لأنها ربما تكررت وفقدت قيمتها مع مرور الزمن. أما إذا كنت ذا هوية عربية، فتلك اللحظات مهما كانت قليلة إلا أنها تعني الكثير أمام العالم. التواجد والمشاركة في المونديال حلم يداعب مخيلة العرب، منذ نشأة البطولة تقريباً، ويعتبر تمثيل البلاد في هذا المحفل الذي يقام كل أربع سنوات شرفا كبيرا. ويمكن رصد 10 لحظات في تاريخ العرب في المونديال وما فيها من آمال وأحلام تجددت تارة وتبددت تارة أخرى، وكان فوز “الخضر” على منتخب ألمانيا الغربية، في أول مشاركة لهم في مونديال إسبانيا (1982)، أحد أكبر انتصارات العرب في المونديال، كما شكّل فخرا لكل العرب وقتها. 1 ـ خطاب يقود “يوسف” إلى التاريخ بعد انتهاء التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1934 وتحديد الفرق الستة عشر المشاركة في البطولة، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية خطاباً إلى “الفيفا” تطلب فيه المشاركة في المونديال لتنصاع “الفيفا” لطلبها وتسافر أمريكا إلى إيطاليا الدولة المنظمة للبطولة. ولكن المفاجأة أن عدد الفرق سيكون بذلك 17 وهو ما يعني دخول فريق لم يشارك في التصفيات إلى البطولة مباشرة. كذلك فإن عدد الفرق سيكون فرديا، لتهتدي “الفيفا” إلى فكرة، وهي ضرورة دخول الولايات المتحدة الأمريكية في مباراة فاصلة مع المنتخب المكسيكي جارها في القارة. وتم استدعاء الحكم المصري يوسف محمد ليدير المباراة وتفوز الولايات المتحدة الأمريكية بـ4/2، ودون أن تدري الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الخطاب الذي أرسلته من أجل المشاركة في كأس العالم خّلد اسم الحكم المصري الذي أدار أول مباراة فاصلة مؤهلة إلى المونديال. 2 ـ نابولي تخّلد زيارة “الفراعنة” أوقعت قرعة التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا المنتخب المصري في مواجهة المنتخب الفلسطيني، ليفوز “الفراعنة” في مباراة الذهاب في القاهرة بـ7/1، وفي لقاء الإياب في القدس بـ4/1 ويتأهلون إلى المونديال ويواجهون المجر ذات السمعة الطيبة حينها.أرادت المجر الانتقام من منتخب مصر بسبب إقصائه لها من دورة الألعاب الأولمبية 1924 في فرنسا، بعد أن فاز عليها بثلاثية نظيفة. وزادت حدة الخوف، عندما قام المنتخب المصري المشارك في دورة الألعاب الأولمبية 1928 في أمستردام بتفجير مفاجأة من العيار الثقيل والوصول إلى الدور نصف النهائي، بعد فوزه على البرتغال وتركيا. 3 - المغرب تنهي 36 عاماً من الغيابتأهل المغرب إلى نهائيات كأس العالم عام 1970 ليعيد العرب إلى المونديال بعد غياب دام 36 عاماً، بعد مشاركة مصر في نسخة 1934. وخاض لاعبو “أسود الأطلس” مباراتهم الأولى أمام الماكينات الألمانية ذات الصيت الكبير.ونجح المغرب في تسجيل الهدف الأول عن طريق النجم جابر حوماني من هجمة جماعية ولكن زيلر ومولر أعاقا حلم المغرب في تحقيق الفوز وسجلا هدفين، لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا بهدفين لهدف.4 ـ تونس تقهر أول منتخب لاتينينجح المنتخب التونسي في التأهل إلى مونديال الأرجنتين 1978، لكن المفاجأة وقوعه في مجموعة أشبه بالدموية، حيث ضمت ألمانيا الوحش الأسطوري لتلك الحقبة، والمكسيك ذا الهوية اللاتينية وبولندا المفاجأة الكبرى. وخاضت تونس مباراتها الأولى أمام المكسيك وهزمتها 3/1 لتحقق بذلك أول انتصار عربي في المونديال، بعدما فشلت جهود مصر والمغرب في تحقيق ذلك.5- الكويت أول منتخب خليجي في المونديالشهد مونديال إسبانيا 1982 تأهل منتخبين عربيين دفعة واحدة، هما المنتخب الجزائري والمنتخب الكويتي الذي يعد أول منتخب خليجي يتأهل إلى المونديال وسط فرحة عربية غامرة. ونجح الكويت في التأهل إلى المونديال، ليواجه في مباراته الأولى تشيكوسلوفاكيا الاسم الكبير في كرة القدم، واستطاع التعادل معها بهدف لمثله وسجل يومها هدف الأزرق فيصل الدخيل.6 ـ الجزائر تهزم الألمان وتكشف المؤامرة الأوروبيةفي مونديال 1982، كان جيل الجزائر الذي تأهل إلى كأس العالم زاخراً بالأسماء اللامعة مثل رابح ماجر ولخضر بلومي وصالح عصاد وغيرهم من النجوم المتألقة في سماء الأخضر. ونجح المنتخب الجزائري في الفوز على ألمانيا في دور المجموعات بهدفين لهدف، واستطاع النجمان رابح ماجر ولخضر بلومي تسجيل هدفي الجزائر، بينما سجل هدف ألمانيا الوحيد رئيس نادي بايرن ميونيخ الحالي، كارل هاينز رومينيغه، لتغمر الفرحة الشعب العربي بعد هذا الانتصار. إنه الفوز الذي فشل المغرب في تحقيقه في المشاركة الأولى له عام 1970 بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه حين تقدم على الألمان يومها بهدف نظيف، ولكن خبرة الألمان أنهت المباراة لصالحهم بعد إحراز هدفين متتاليين. وأكملت الجزائر مشوارها بعد حالة التفاؤل التي عاشتها عقب الفوز على الماكينات، لكنها خسرت في الجولة الثانية أمام النمسا بهدفين نظيفين، لتذهب إلى المواجهة الثالثة أمام تشيلي وتفوز بثلاثة أهداف لهدفين.7 ـ ثلاثة منتخبات عربية في المونديالشهد مونديال كأس العالم 1986 تواجد ثلاثة منتخبات عربية في المنافسة الأشهر على وجه الأرض، وهي المغرب والعراق والجزائر، وكان التواجد الأول لـ«أسود الرافدين” في كأس العالم. وتكرر الأمر بعد ذلك في مونديال فرنسا 1998 بتواجد ثلاثة فرق عربية في المونديال هي السعودية وتونس والمغرب، ليكون ذلك دلالة على تطور الكرة العربية مع مرور الوقت، مقارنة بالأوقات السابقة من عمر المونديال الذي شهد في فترة من فتراته غياب العرب لمدة 36 عاماً. 8 ـ المغرب يتأهل إلى الدور الثاني حفر المنتخب المغربي اسمه في سجل التاريخ العربي بتأهله إلى الدور الثاني وتخطيه مجموعته، حيث واجه بولندا وتعادل معها سلبياً. ثم كان اللقاء القوي أمام إنجلترا واستطاع “أسود الأطلس” الخروج بالتعادل السلبي أيضاً.انتقل المغرب إلى ثالث مواجهات المجموعة أمام البرتغال وقهرها لاعبوه بثلاثة أهداف لهدف، ليتأهلوا إلى الدور الثاني ويواجهوا العملاق الألماني الذي فاز عليهم بهدف نظيف سجله لوثار ماتيوس. 9 ـ بلقولة يدير النهائيكتب الراحل المغربي سعيد بلقولة اسمه بحروف من ذهب عندما أهله مستواه الفني والبدني المرتفع لإدارة المباراة النهائية بصافرته في مونديال 1998 بين البرازيل وفرنسا صاحبة الأرض، وانتهى بفوز “الديوك” بثلاثية نظيفة بحضور الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك.10 – مواجهة عربية في المونديالكانت أول مواجهة عربية في كأس العالم بين السعودية والمغرب في مونديال 1994 وانتهت بفوز أبناء آسيا بهدفين لهدف. وشهد مونديال 2006 مواجهة عربية أخرى بين السعودية وتونس، وانتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما وخرجا من دور المجموعات بعد أن تأهل على حسابهما إسبانيا وأوكرانيا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات