المتابع لما تبثه قنوات ووسائل إعلام فرنسية هذه الأيام حول البرازيل واستضافتها لكأس العالم، يستنتج بلا مقدمات طويلة سر الصورة السلبية الملصقة بهذا البلد الذي تنتشر فيه الجريمة وقضايا الفساد والفقر المدقع والهشاشة الاجتماعية و و وكثير من الأوصاف والأحكام “المسوّدة” للصورة.تبريرات الإعلام الفرنسي غامضة وتنم عن “غيرة” من هذا البلد الواقع في الجنوب الذي ينذر بأن يصبح واحدا من كبار هذا العالم، بفضل ثرواته الهائلة ومقدرات شعبه الذي يمثل الشباب الأكثرية الساحقة من ساكنته.على سبيل المثال، يركز الفرنسيون على استشراء الفساد في البرازيل وكيف صار لغة متداولة عند السياسيين الساقطين بين أحضان رجال الأعمال وبارونات المال الجدد.. يتحدثون أيضا عن استحالة إحداث تغييرات في نظام الحكم القائم بسبب هيمنة عصبه على صناعة القرار والتي تعتمد على عوائد استغلال الثروات الطبيعية التي تزخر بها بلادهم، على حساب تنمية حقيقية تعم نعمها على كافة شرائح المجتمع البرازيلي!يشير الفرنسيون أيضا إلى أن البرازيل، العضو في مجموعة كبار العالم العشرين، مقبل على فترات عصيبة.مثل هذا الكلام يروّجه إعلام دول الشمال، خاصة الدول التي لم تقدر على التوبة من جرائمها ضد الإنسانية، والتخلص بعد من النزعة الاستعمارية واستعباد الشعوب واستغلالهم خدمة لاقتصاداتهم.. مثلما يفعلون في بلدان مثل بنغلاديش موطن شركات النسيج الأوروبية، وبلدان إفريقية عديدة هي إلى اليوم سجينة شركات فرنسية وبلجيكية وأمريكية تستنزف ثروات سكانها الذين يرزحون تحت رحمة المجاعة والأمراض.يبقى أن نقول إن الإعلام الفرنسي يعمل بإيعاز كبريات الشركات التي تتحكم فيه، وخدمة لمصالحها التوسعية والتجارية، فالأخبار تنقل جرائم يومية في المدن الفرنسية، وتحقيقات مع رؤساء جمهورية ووزراء لم يبرحوا لحد اليوم كواليس المحاكم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات