في سؤال موجه لمدرب منتخب البرازيل، فيليبي سكولاري، حول المنتخب المرشح لنيل كأس العالم في الدورة المنتظرة، فإن إجابته كانت سريعة ودون تردد من خلال قوله: “أرشح منتخب بلجيكا للفوز بكأس العالم”، وهذه الإجابة لم تكن مجاملة لصالح هذا المنتخب، وإنما جاءت إثر المستوى المميز المقدم من جانبه في التصفيات الأوروبية المؤهلة، ما جعل المنتخب يتأهل عن جدارة واستحقاق إلى عرس البرازيل للمرة الـ12 في تاريخ مشاركاته “المونديالية”، وكانت مسيرة رفقاء هازارد في التواجد ببلد “السامبا” مرضية للغاية بعد تصدر الفريق المجموعة الأوروبية الأولى برصيد 26 نقطة دون تسجيل ولو هزيمة وحيدة متفوقا على كرواتيا التي حلت في المرتبة الثانية.وتمتلك بلجيكا ذكريات جميلة مع كأس العالم بداية من دورة 1982 بإسبانيا عندما استطاعت تصدر المجموعة الثالثة على حساب الأرجنتين والتأهل إلى الدور الثاني، لكنها لم تستطع آنذاك بلوغ الأدوار المتقدمة. وجاءت الدورة التاريخية العام 1986 في المكسيك، حيث تألقت فيها بلجيكا بشكل ملفت للانتباه بكوكبة من اللاعبين المتألقين في صورة أونزو شيفو بدليل بلوغ الفريق الدور نصف النهائي قبل الهزيمة أمام البطلة الأرجنتين بهدفين نظيفين، وبعدها الهزيمة أمام المنتخب الفرنسي في المباراة الترتيبية، لتنهي الدورة في المرتبة الرابعة لأول مرة في تاريخها.وفي مونديال 2002 باليابان وكوريا الجنوبية، تخطت بلجيكا الدور الأول لكنها اصطدمت في الدور السادس عشر بالمتوج آنذاك المنتخب البرازيلي الذي لم يجد صعوبات في إنهاء اللقاء لصالحه بنتيجة هدفين نظيفين.ويطمح المنتخب البلجيكي في دورة البرازيل إلى قلب الطاولة على المنتخبات القوية ولعب دور “الحصان الأسود”، في ظل تواجد كوكبة من اللاعبين المتألقين الذين حققوا نجاحات باهرة في أنديتهم الأوروبية، يتقدمهم الحارس الشاب كورتوا المتوّج بلقب “الليغا” الإسبانية ووصيف رابطة أبطال أوروبا. ونجد المدافع المتألق لنادي مانشستر سيتي، كومبياني، ووسط ميدان مانشستر يونايتد، مروان فيلايني، ويقود القاطرة الأمامية لمنتخب “الشياطين الحمر” مهاجم نادي ايفرتون، لوكاكو، ولكن يبقى أهم عنصر في المنتخب هو صانع الألعاب لنادي تشيلسي، ايدين هازارد، الذي سيتحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه في الدورة من خلال قيادة بلاده أولا نحو الدور الثاني في المجموعة الثامنة، وبعدها التنافس على بلوغ الأدوار المتقدمة ومزاحمة المنتخبات القوية في بلوغ الأدوار النهائية.ويقود المنتخب البلجيكي مارك ويلموتس الذي استطاع، في ظرف وجيز، بناء تشكيلة متكاملة في الخطوط الثلاثة، بدليل النتائج المحققة تحت إشرافه. ويعتمد هذا المدرب على عديد الخطط التكتيكية أبرزها (4 ـ 5 ـ 1) أو (4 ـ 3 ـ 3)، من خلال التعويل على خط دفاعي ثابت بهدف تفادي تلقي الأهداف. ومن أهم مميزات المنتخب هو التنويع في بناء الهجمات من خلال اختراق دفاع المنافسين من الأجنحة أو الوسط، بسبب وجود عدد من اللاعبين المميزين ممن يمتلكون مهارات فنية في صورة هازارد أو لوكاكو.وتبقى نقطة قوة المنتخب البلجيكي تكمن بالدرجة الأولى في خط هجومها القوي، بدليل نجاحه في زيارة شباك المنافسين في جميع المباريات الماضية سواء أكانت رسمية أو ودية، إلى جانب الاعتماد على اللعب الجماعي مع تغيير اللاعبين بشكل مستمر لمناصبهم التكتيكية لخداع دفاع المنافسين. والأكثر من ذلك، تمتع بلجيكا بدفاع صلب وقوي، في ظل تواجد حارس من الطراز الأول اسمه كورتوا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات