رغم صعوبة مأمورية المنتخب الغاني في المجموعة السابعة القوية التي تضم المنتخبات الثلاثة القوية ألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ذلك لم يمنع المدرب كويسي أبياه في آخر التصريحات الصحفية من التأكيد بأن “النجوم السوداء” قادرة على بلوغ الدور نصف النهائي، وسبب التفاؤل يعود لما قدمه المنتخب في الدورة الأخيرة بجنوب إفريقيا 2010 بعد نجاحه في بلوغ الدور ربع النهائي قبل الإقصاء بطريقة دراماتيكية أمام منتخب الأورغواي عن طريق ضربات الترجيح.ومسيرة تأهل غانا كانت ممتازة على جميع الأصعدة بعد تصدر المجموعة الإفريقية الرابعة على حساب منتخب زامبيا بطل إفريقيا سنة 2012، حيث نجحت “برازيل إفريقيا” في احتلال الصدارة برصيد 15 نقطة بفضل خمسة انتصارات وهزيمة وحيدة، وبعدها مواجهة المنتخب المصري في الدور الفاصل والفوز عليه في لقاء الذهاب بنتيجة تاريخية (6 – 1) لتصل إلى المونديال عن جدارة واستحقاق.ويشرف على تدريب المنتخب الوطني كويسي أبياه الذي يعد ثاني مدرب إفريقي في الدورة بحساب مدرب نيجيريا ستيفان كيشي، حيث سيكون طموحه الرئيسي في الدورة إعادة تكرار سيناريو دورة جنوب إفريقيا، رغم أنه لا يمتلك خبرة كبيرة في المحافل العالمية. وتدرج المدرب على سلم المناصب التدريبية في الاتحاد المحلي، لأنه سبق له العمل كمدرب مساعد في مناسبتين قبل تعيينه في منصب مدرب رئيسي بداية من سنة 2012، وجاء تعيينه بعد ضغوط كبيرة من الإعلام الغاني الذي طالب بضرورة تكليف مدرب محلي بقيادة المنتخب عوض المدربين الأجانب. وبخصوص طريقة اللعب المعتمدة من قبل المنتخب الغاني، فإن المدرب أبياه دائما ما يفضل انتهاج الخطة الكلاسيكية (4 ـ 4 ـ 2)، مثلما حصل في المباراة الفاصلة أمام المنتخب المصري ونجاح اللاعبين في تطبيقها جيدا. والملاحظ في الرسم التكتيكي هو إعطاء الحرية الكبيرة للمتألقين مايكل إيسيان وكوادو أسامواه وسولي مونتاري الذين يعتبرون من أهم مفاتيح اللعب، والاعتماد على هداف المنتخب المخضرم أسمواه جيان في مخادعة دفاعات المنافسين وتسجيل الأهداف.وتبرز نقطة قوة المنتخب في خط وسط الميدان القوي مع القوة الهجومية، لأن المعدل المتوسط هو ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة. وتبقى معاناة المنتخب تكمن في هشاشة الخط الدفاعي. أمريكامهمة صعبة لاجتياز عقبة الدور الأول تنتظر المنتخب الأمريكي مهمة صعبة في اجتياز الدور الأول من دورة البرازيل، بسبب وجوده في مجموعة قوية تضم المنتخبين الأوروبيين القويين ألمانيا والبرتغال، حيث يريد منتخب “العم سام” تكرار ما فعله في دورة 2002 باليابان وكوريا الشمالية، عندما بلغ الدور ربع النهائي قبل الإقصاء على يد منتخب “الماكينات الألمانية”.وبخصوص الدورة الأخيرة، فقد نجح المنتخب في اجتياز الدور الأول في مجموعة كانت متوازنة ضمت إنجلترا وسلوفينيا والجزائر، لكن لم يستطع أشبال المدرب برادلي، آنذاك، مواصلة المشوار بعد الإقصاء في الدور الـ16.وتأهلت أمريكا إلى مونديال البرازيل بعد مشوار طيب في تصفيات القارة الأمريكية الشمالية والوسطى، بعد تصدر المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة.ويشرف على تدريب المنتخب الألماني يوهن كلينسمان الذي يمتلك خبرة طويلة في الميادين الأوروبية والعالمية، بدليل الإنجازات المحققة من جانبه مع منتخب بلاده بعد مساهمته الفعالة في التتويج باللقب العالمي سنة 1990 واللقب الأوروبي سنة 1996. وعن إنجازاته كمدرب، فقد نجح في قيادة بلاده في دورة 2006 إلى بلوغ الدور نصف النهائي قبل الإقصاء على يد البطل إيطاليا.ويعتمد كلينسمان في الرسم التكتيكي على خطة (4 ـ 2 ـ 3 ـ 1) التي يراها مناسبة حسب الإمكانات التي يتمتع بها تعداد المنتخب. وعن طريقة اللعب، فإن كلينسمان أدخل عقلية الاستحواذ على الكرة والاعتماد بشكل كبير على الأطراف في بناء الهجمات المنظمة. والملاحظ أيضا في طريقة لعب المنتخب الأمريكي هو العودة إلى الخلف للحفاظ على التقدم في النتيجة، مع الاعتماد على المرتدات الهجومية بفضل قوة اللاعبين من الناحية البدنية. ويجمع كثير من الفنيين على أن تألق المنتخب الأمريكي يعود بالدرجة الأولى إلى الجانب البدني، خاصة أن كثيرا من العناصر الأساسية تمتلك فنيات محدودة. ومن عوامل قوة المنتخب أيضا تسجيل الأهداف من مسافات قريبة من مرمى المنافسين مع الاعتماد على الألعاب الجماعية للوصول إلى منطقة الخصم. والأكثر من ذلك، عدم الاستسلام، من خلال العودة في النتيجة بأوقات حرجة حال التأخر في الدقائق الأولى. وتبقى أهم نقطة ضعف للمنتخب الأمريكي، تلقي عدد كبير من الأهداف عن طريق الكرات الثابتة. ومن أبرز لاعبي المنتخب وسط الميدان المركزي مايكل برادلي (26 سنة) الذي يعد القلب النابض للمنتخب بفضل مستواه الكبير وتميزه بقوة بدنية هائلة جعلته من أهم اللاعبين الذين لا يستطيع المدرب كلينسمان التخلي عن خدماتهم، ونجد أيضا كليمنت ديسمبي الذي ساهم في تألق المنتخب بالتصفيات الأمريكية دون نسيان الحارس المخضرم تيم هاورد.البرتغالرونالـــــــدو لقيـــــادة الفريق نحو التألـــقفي المستعمرة القديمة انشغل عشاق المنتخب البرتغالي، في الآونة الأخيرة، بآخر الأخبار المتعلقة بالرحلة العلاجية لأهم عنصر، كريستيانو رونالدو، من الإصابات التي يعاني منها جراء الإرهاق البدني الذي نال منه جراء مشاركاته الكثيرة مع ناديه ريال مدريد الإسباني بعد موسم حافل بالإنجازات.ويعود الاهتمام المتزايد للجماهير نظرا لما قدمه هذا اللاعب من مستويات ممتازة في التصفيات الأوروبية، بدليل نجاحه في مباراة الملحق الأوروبي أمام السويد في تسجيل أربعة أهداف كاملة في المجموع. والأكثر من ذلك، فإنه نجح هذه السنة في وضع حد لسيطرة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم. ويعدّ رونالدو الأمل الوحيد لمنتخب بلاده في الدورة التي تحتضنها المستعمرة السابقة، لا لسبب سوى لكونه من المهاجمين القلائل في العالم القادرين على تغيير مجريات اللقاءات الحاسمة، بفضل تميزه بكثير من الخصائص أهمها القوة البدنية.وتأمل البرتغال في الدورة المنتظرة في إعادة ما صنعته في أولى مشاركاتها في كأس العالم سنة 1966 بإنجلترا، عندما نجحت في بلوغ الدور نصف النهائي قبل الإقصاء على يد البطل المنتخب الإنجليزي، وأيضا لتعويض ما فاتها في الدورة الأخيرة بجنوب إفريقيا عندما غادرت الدورة في الدور الـ16 على يد بطل العالم إسبانيا بهدف نظيف. وسيعمل المدرب باولو بينيتو على محو ذكرياته الشخصية السيئة في كأس العالم، لأنه كان لاعبا في صفوف منتخب بلاده في دورة 2002 باليابان وكوريا الجنوبية، عندما خرجت البرتغال من الدور الأول بعد نتائج ضعيفة في المباريات الثلاث، منها الخسارة أمام منتخب كوريا الجنوبية بنتيجة 1/0.ويعتمد هذا المدرب على الرسم التكتيكي (4 / 3 / 3) لمنح التوازن بين خطي الدفاعي والهجوم، مع الاعتماد على السرعة الكبيرة في قيادة الهجمات المرتدة. ومن خلال المباريات السابقة للمنتخب، يتضح جليا اعتماد المدرب بينيتو بشكل كبير على خدمات الجناحين رونالدو وناني في صناعة الخطورة وتسجيل الأهداف على مرمى المنافسين. والأكثر من ذلك، فإن هذا المدرب لن يجد صعوبات كبيرة في ضبط التشكيلة الأساسية المناسبة، في ظل وجود عناصر صاحبة خبرة ومتألقة في أنديتها الأوروبية مثل ثنائي المحور الدفاع بيبي وألفيش، إضافة إلى كوينتراو وموتينيو وحارس إشبيلية الإسباني بيتو المتوّج مؤخرا بلقب كأس الاتحاد الأوروبي.وتكمن نقطة قوة “برازيل أوروبا” أساسا في المهاجم رونالدو الذي يعد أخطر عنصر في المنتخب، كونه يعد أفضل لاعب في العالم للسنة الحالية عن جدارة واستحقاق. والملاحظ أيضا في هذا المنتخب، هو استغلاله الجيد للركنيات من أجل تسجيل الأهداف الهوائية، ونجد أيضا ما يعرف “النفس الثاني” للبرتغال، لأنها استطاعت في المواعيد الرسمية الماضية العودة سريعا في النتيجة بعد أن كانت متأخرة.ألمانيا“الماكيــنـــــــــــات” تبحث عن منصة التــــتـــــــويـــــــــــــــــج تلقى المنتخب الألماني، قبل تنقله إلى البرازيل للمشاركة في كأس العالم، صفعة قوية بمناسبة مباراته الودية الأخيرة أمام أرمينيا بعد تلقي المهاجم المتألق في نادي دورتموند، ماركو رويس، إصابة خطيرة ستمنعه رسميا من المشاركة في العرس العالمي، حيث كان المدرب لوف يتمنى مشاركة جميع الركائز الأساسية للمنتخب لأن الهدف الأسمى في الدورة هو الصعود فوق منصة التتويج والفوز بالنجمة الرابعة، بعد التتويجات الثلاثة السابقة المحققة سنوات 1954 – 1974 – 1990 مع احتلال مرتبة الوصيف في أربع دورات كاملة سنوات 1966 – 1982 – 1986 – 2002 والمرتبة الثالثة في دورات 1934 – 1970 – 2006 – 2010، ما يؤكد على التقاليد العريقة لهذا المنتخب الذي سينافس من أجل الفوز باللقب العالمي والاعتماد على نقطة قوته في الخط الهجومي الناري. نجحت ألمانيا في تاريخ مشاركاتها “المونديالية” في تسجيل 22 هدفا، وهو رقم لم يستطع الوصول إليه أي منتخب آخر. والأكثر من ذلك، فإن ألمانيا ستلعب في هذه الدورة يوم 16 جوان مباراتها المائة في كأس العالم.ويمتلك منتخب “الماكينات الألمانية” الكثير من اللاعبين الممتازين في جميع الخطوط، يتقدمهم حارس بايرين ميونيخ مانويل نوير الذي يعد حاليا أبرز حارس في العالم، وإضافة إليه نجد المخضرمين فيليب لام وباستيان شفاينشتايجر اللذين لعبا أكثر من مائة مباراة دولية ودورهما كبير في قيادة المنتخب نحو أفضل النتائج. وفي الوسط الهجومي، نجد المتألق في أرسنال الإنجليزي، مسعود أوزيل، صاحب الفنيات الجميلة والتمريرات الذكية، وهو نفس الأمر بالنسبة لتوماس موللر الذي نال جائزة أفضل لاعب شاب في دورة جنوب إفريقيا الأخيرة، وتمتلك ألمانيا أيضا خطا هجوميا ناريا يقوده الثنائي ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي.ويتجه المدرب يواكيم لوف إلى انتهاج الخطة التكتيكية (4 ـ 3 ـ 2 ـ 1) من خلال الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الوسط الدفاعي وهم شفاينشتايجر وسامي خضيرة وتوني كروس الذين يمتلكون أيضا ميولا هجومية وأصحاب سرعة كبيرة في قيادة الهجمات المعاكسة، ويعتمد في طريقة اللعب على فرض الضغط على المنافسين في منطقتهم، لاسيما أن أهم نقطة في قوة الألمان تكمن في القوة البدنية، مع الاعتماد على الكرات الطويلة في صناعة الخطورة.وتبقى نقطة قوة “المانشافت” تكمن في الخط الهجومي القوي بدليل الأهداف الكثيرة التي يسجلها في غالبية المباريات ضمن التصفيات الأوروبية بمعدل متوسط بلغ 3.6 هدف في المباراة الواحدة. والأكثر من ذلك، ثراء التعداد بشكل كبير في خط وسط الميدان، لأن غالبية الأهداف تأتي من جانبهم. والملاحظة الغريبة في أهداف المنتخب في التصفيات، عجز المهاجمين عن تسجيل ولو هدف وحيد عن طريق الكرات العالية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات