كشفت عملية سبر آراء أجرتها الجمعية الوطنية للتحسيس بالتبرع بالأعضاء “بيلوبا” في العاصمة، أن 50 من المستجوبين لا يمانعون التبرع بأعضائهم، فيما أبدى 85 في المائة منهم استعدادهم للتبرع بأعضائهم بعد الوفاة.سبر الآراء الذي شمل عينة من 300 شخص في الجزائر العاصمة، وسيعمم على باقي الولايات، يؤكد حسب الدكتور راضية شايمي، مختصة في أمراض الكلى “أن الجزائريين مدركون لأهمية التبرع بالأعضاء، غير أن الأرقام المسجلة رسميا وقائمة آلاف المرضى الذين ينتظرون بصيص أمل ليستعدوا عافيتهم، بعيدة عن هذا”. وأشارت المتحدثة إلى أهمية تحسيس هؤلاء وغرس ثقافة التبرع لديهم، مع إعادة النظر في الفراغ القانوني والغموض الذي لا يحدد من يسمح له بالتبرع، ويبقي العملية محصورة في المقربين من العائلة “ونحن بحاجة لتوسعة دائرة المتبرعين”.من جانبه، دعا الشيخ جلول كسول، إمام مسجد القدس بحيدرة، إلى ضرورة ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء في الجزائر وتقنين العملية التي أجازها الشرع، من أجل إعادة الأمل في الحياة لآلاف المرضى الذي تتعلق حياتهم على عضو “هو أولى به من التراب”، مؤكدا على أن التبرع صدقة جارية. وأبرز الإمام كسول، أمس، في مداخلته في ندوة حول ثقافة التبرع بالأعضاء بمنتدى المجاهد، أن المجامع الفقهية أفتت بجواز عملية التبرع بالأعضاء من الميت إلى الحي ومن الحي إلى الحي، بشرط أن لا تؤثر على صحة المتبرع ولم تتحوّل إلى عملية تجارية.وأضاف المتحدث: “المسألة ليست دينية بقدر ما هي ذهنية، تكمن في عدم تقبل عائلة المتوفى مثلا المساس بجثة فقيدها، مع أنها يمكن أن تنقذ أكثر من 7 أشخاص على الأقل، العملية بحاجة إلى تقنين فقط وتحسيس المجتمع”. نائب رئيسة الجمعية، عبد الرزاق زبوج، تحدث عن بطاقة المتبرع التي تقوم الجمعية بتوزيعها، والتي تعد بمثابة التزام معنوي للتبرع، أوضح المتحدث بشأنها بأنها ليس التزاما قانونيا، ولا يُعتمد عليها في حال توفي الشخص وأوصى بأن يُتبرع بأعضائها “لكنها تساهم على الأقل بفتح نقاش في الأسرة لتقبّل الفكرة”. يشار إلى أن 1137 عملية زرع كلى أجريت في الجزائر منذ أول عملية زرع سنة 1986، وأجريت 6029 عملية زرع قرنية، وهي أرقام بعيدة بالمقارنة مع عدد المرضى في قائمة الانتظار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات