لقد تحقق الحلم، نحن في المونديال، وتحديدا في البرازيل، هذا البلد الساحر بألوانه وتنوع ثقافاته. على مدار شهر كامل، تتجه أنظار أكثر من مليار شخص فوق هذه الأرض، إلى البرازيل، عبر 600 قناة تلفزية اشترت حقوق بث المباريات.من الشرق والغرب، عجم وعرب، كلهم ضبطوا عقارب الساعة على توقيت المدن البرازيلية. إنها اللعبة الأكثر سحرا وأسرا للعقول.هناك على الطرف الآخر للكرة الأرضية، شعب يتنفس كرة القدم، بل صارت ديانة قائمة بذاتها.وعلى رأي النجم الجزائري رابح ماجر، في الجزائر دين الدولة هو الإسلام الحنيف، أما في البرازيل فهو كرة القدم.أربع سنوات مرت على تجربة مونديال جنوب إفريقيا الذي أفرح وأبكى ملايين الجزائريين، التفوا حول فريقهم مثلما تحضن الطيور فراخها، دافعوا عنه في أم درمان السودانية ببطولة، وصانوا كرامتهم التي كادت تهدر في القاهرة في زمن بلطجية علاء وجمال مبارك. لقد كانت بحق تجربة قاسية، نحاول نسيانها كل يوم، لكن آثارها لا تزال راسخة في ذاكرة الذين عايشوا تلك الإساءة التي ستبقى في جبين مدبريها ومنفذيها إلى الأبد.. لم تفلح المساعي والزيارات بين القادة الجدد في القاهرة في إزالتها، كما لم تنجح اعتذارات الإعلاميين الذين آذوا الشهداء في قبورهم والشرف الجزائري والراية الوطنية.قبل خمسة أيام من إعطاء إشارة انطلاق هذا المحفل الرياضي العالمي، أمنيتنا أن تكون مغامرة الخضر في مستوى ما ينتظره الجزائريون، هم لا يريدون العودة بالكأس، فقط يريدون تشريف الألوان الأحمر والأخضر والأبيض فوق ملاعب بلاد السامبا، نتمنى أن نقف جميعا، احتراما وتقديرا لكل أولئك الذين عملوا طيلة سنوات من أجل أن نعيش هذه اللحظات السعيدة.. ونسدي تحية عرفان وامتنان لجيل المسيرين واللاعبين القدامى الذين كانوا اللبنة الأولى في بناء رياضة جزائرية، وصلت إلى العالمية رغم الأخطاء وضحاياها، وقصر النظر في بعض الأحيان. إننا نشعر بالغبطة كلما شاهدنا مرزقان وعصاد وبلومي وشعيب ومغارية والقصير كويسي... والقائمة طويلة!إلى “أولادنا” في البرازيل نقول: الله معكم، والجزائريون وعرب ومسلمو العالم معكم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات