تنظيـــم كارثــــي ومستـــــوى فنــــي هزيـــــــل ونجــــــــوم “قضت نحبها وأخرى تنتظر”

+ -

أسدل الستار أول أمس عن الدور الأول للطبعة الـ30 من نهائيات “كان” 2015، المقامة حاليا بغينيا الاستوائية، دون أن يخرج ولا منتخب من الثمانية المتأهلين إلى الدور ربع النهائي خارج السرب، ولا حتى “النجوم” التي توقّع المتتبعون خطفها للأضواء، فالجميع انتظر إلى غاية الجولة الأخيرة لمعرفة الحقيقة، في طبعة ميّزها سوء التنظيم والقرارات الارتجالية التي غيبت الفرجة فوق المستطيل الأخضر.باعتراف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تعرف دورة غينيا الاستوائية مشاهد أثرت سلبا على المنافسة الكروية، من خلال عدم قدرة البلد المنظم على مسايرة الريتم، رغم، نقولها بصراحة، المجهودات المبذولة من قِبل لجنة التنظيم لإنجاح ما يمكن إنجاحه، بالنظر إلى غياب أدنى شروط النجاح، كأرضيات الملاعب الرئيسية التي أصبحت غير صالحة لضمان الفرجة، ناهيك عن ملاعب التدريبات التي تصلح لأي شيء إلا لتمرير الكرة بالشكل الصحيح، حتى لا نقول أشياء أخرى.وبالرغم من النداءات المتكررة للمنتخبات قصد توفير أدنى شروط الراحة للاعبين، إلا أن لجنة التنظيم ومعها “الكاف” عجزتا عن توفيرها، في مشاهد تعوّد الجميع هنا بغينيا الاستوائية عليها، ناهيك عن البرمجة العشوائية لمواعيد التدريبات والندوات الصحفية، بسبب أمور تبدو بسيطة لو أتيح لهذا البلد الوقت الكافي لتحضير نفسه. قرار اللجنة التنفيذية لـ”الكاف” بشطب مدينتي “مونغومو” و«إبانبيين” من احتضان مقابلات الدور ربع النهائي، حتى وإن كان قرارا صائبا، لعدم توفر هاتين المدينتين على ما تطلبه المنتخبات، حتى لا نقول الصحافة والمناصرين، إلا أنه زاد الأمور تعقيدا في مدينتي “باتا” و«مالابو”، لعدم وجود فنادق لائقة، وحتى وإن وجدت فالأكيد أنها بأسعار خيالية لا يتقبلها العقل بالنظر لشكلها.الجولة الأخيرة لتحديد مصير المتأهلينوبعيدا عن عيوب التنظيم الذي تتحمل مسؤوليتها هيئة رئيس “الكاف” عيسى حياتو، التي أسندت لغينيا الاستوائية شرف التنظيم في فترة لم تتجاوز الشهرين، فإن الجانب التقني بعد نهاية الدور الأول من هذه “الكان” لم يكن في مستوى تطلعات الجمهور الكروي الإفريقي، الذي لم يشاهد الكثير في المقابلات الـ24 التي لعبت لحد الآن، بدليل أن أغلبية المقابلات (13 مباراة) انتهت بالتعادل، خاصة مباريات المجموعة الرابعة التي لجأت أمس لعملية القرعة لحسم التأهل في مركز الوصيف في المجموعة الرابعة، وذلك للمرة الثالثة التي يلجأ فيها المنظمون في تاريخ البطولة التي بدأت قبل 58 عاما.نجوم.. بالاسم فقطوعلى غرار المستوى الفني للمنتخبات الذي يتساوى إلى أبعد حدود، بدليل أن المنتخبات الثمانية المتأهلة إلى الدور ربع النهائي انتظرت اليوم الأخير من الدور الأول لتحديد مصيرها، فإن النجوم التي توقع الجميع بروزها في هذه الطبعة الـ30 لم تستطع لحد الساعة ذلك، فمن بين الـ367 لاعب لم يخرج منهم ولا لاعب خارج السرب، والأكثر من هذا هناك نجوم أصبحت تصارع من أجل البقاء في التشكيلة الأساسية لمنتخبات بلادها، كأحسن لاعب في إفريقيا لعام 2014 يايا توري لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي عانى الأمرّين لحد الآن وهو ما تجسد في مباراة “الفيلة” أمام الكاميرون، وحتى مواطنه جيرفينيو لاعب روما الإيطالي، الذي كان له “شرف” تلقي البطاقة الحمراء في البطولة، وياسين براهيمي لاعب بورتو البرتغالي الذي لم يقدّم ما كان منتظرا منه مع “الخضر”. ولحسن الحظ أن هؤلاء سيملكون الفرصة للتعويض، لأن منتخبات بلدانهم باقية في المنافسة، على عكس النجوم الأخرى التي غادرت الدورة من الباب الضيق، كالسينغالي مبوجي لاعب جينك البلجيكي والكاميروني ستيفان مبيا لاعب إشبيلية الاسباني، ومواطنه نكولو لاعب مارسيليا الفرنسي.الأكيد أن المنافسة ستشتد في الأدوار المتقدمة من هذه الطبعة، وهو ما يتيح لعشاق الكرة المستديرة الإفريقية الفرصة لتعويض ما فاتهم في الدور الأول، وهو ما يتمناه الجميع هنا بغينيا الاستوائية، لاسيما رجال الإعلام الذين يجدون صعوبات كبيرة في أداء مهامهم.للإشارة، فقد شهد الدور الأول من “كان 2015” تسجيل 45 هدفا، وأكبر حصيلة في لقاء الجزائر أمام جنوب إفريقيا بـ3/1، مع تصدر “ الخضر” المرتبة الأولى في عدد الأهداف التي سجلها كل منتخب بخمسة أهداف. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: