“النظام يريد إدخال الفيس إلى بيت الطاعة”

+ -

 أبدى محللون سياسيون، طلبت منهم “الخبر” تقديم قراءتهم بخصوص عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ “الفيس” إلى الواجهة، تحفظات بشأن جدوى اقتراب السلطة من “الفيس”، ما اعتبروه خطوة لا تخلو من منطق “المراوغة السياسية”، وقطع الطريق أمام القيادات الإسلامية التاريخية للعودة إلى الواجهة.وأفاد حسني عبيدي، مدير مركز الأبحاث حول العالم العربي والمتوسط بجنيف، بأن “اقتراب السلطة من جبهة الإنقاذ نابع من العروض الهزيلة التي قدمتها الأحزاب السياسية التي شاركت لحد الآن في المشاورات، نظرا لافتقادها الشرعية وتبوئها المكانة الحقيقية”.عبيدي: النظام يعرف بأن القيادات التاريخية يصعب إعادة تأهيلهاوذكر عبيدي بأن “النظام يعي جيدا أن الحزب الذي يملك القوة وأحدث تغييرا هو “الفيس”، لذلك يتم الاقتراب منه بعد تعثر عملية الانتقال السياسي إثر العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فلم يجد النظام سوى بحثه عن مخارج تماما مثلما حدث في أحداث أكتوبر 88، حيث سمح النظام بوجود الفيس في الساحة السياسية”.وأبزر المتحدث أن “النظام يعرف جيدا أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ هو الحزب الوحيد القادر على التأطير، اعتبارا لكونها لم تشارك في المسار السياسي، على عكس ما حدث مع حزبي الأرسيدي والأفافاس”، مشيرا في المقابل إلى أن “النظام لا يقترب من القيادات البارزة للفيس، ويتجّه إلى قيادات ثانوية لتأطيرها وإدخالها لبيت الطاعة”.وتابع عبيدي قائلا: “النظام لا يريد أيضا عودة القيادات التاريخية للفيس لأنه يعرف أنه يصعب إعادة تأهيلها، لذلك يحاول قطع الطريق أمامها، علما أن النظام لا يخاف من الفيس إلا عند حمل السلاح فقط، فلم يجد (النظام) سوى خيار العمل السياسي المنظم والممنهج الذي لن يهدّده على الأقل على المدى القصير”.فراد: تودد النظام للفيس مراوغة وتغليطمن جهته، يرى محمد أرزقي فراد، الكاتب والناشط السياسي، أن “عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى العمل السياسي يشترط أن تستثنى القيادات التي لها مشاكل مع العدالة، لأنه ليس من حقهم العودة إلى الواجهة، ما عدا ذلك من غير المعقول إقصاء أي شخص من حقوقه السياسية”.وأوضح فراد أنه “من غير المعقول أيضا أن يعود “الفيس” بنفس التسمية، احتراما لعائلات جزائرية فقدت أفرادا منها خلال سنوات الإرهاب، فمن الناحية النفسية يعتبر الفيس في نظرهم مسؤولا، مثلما يتحمل النظام أيضا جزءا من المسؤولية، لذلك يجب البحث عن إطار سياسي جديد يجمع شملهم”. وأضاف المتحدث قائلا إن: “لديّ قناعة قوية بأن النظام لا يملك إرادة سياسية نحو الديمقراطية، وتودده للفيس الهدف منه المراوغة والتغليط، لذلك لم يقترب من قياداته البارزة، ويحاول (النظام) شراء الذمم والكذب بأن يعطي شيئا بالمقابل، فالنظام مثلا لما يدعو أبو جرة سلطاني إلى المشاورات وهو يعلم أن حركة “حمس” التي ينتمي إليها، فهدفه تكسير المعارضة”.رحابي: اقتراب النظام من الفيس اعتراف بوجود أزمةمن جانبه، قال وزير الإعلام والدبلوماسي سابقا، عبد العزيز رحابي، إنه “لو كنّا في دولة القانون لما طرح أصلا موضوع عودة الفيس إلى العمل السياسي، ما دام أن العدالة قد فصلت في القضية عن طريق حله وحظره”.وفي الجانب السياسي، أشار رحابي إلى أن “النظام يوظف الفيس بعدما أثير جدل كبير عقب تصريح للمترشح السابق للرئاسيات علي بن فليس بسماحه بعودة الحزب المحظور إلى العمل السياسي، أما الهدف الأساسي من توظيفه فهو محاولة لاستغلال وعائه الانتخابي الذي لا يعرفه أحد لحد الآن”. وذكر المتحدث أن “اقتراب السلطة من الفيس معناه اعتراف بوجود أزمة سياسية أفرزتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فالحكومة ليست لها نظرة نحو المستقبل، فتلجأ إلى النبش في الماضي بهدف التمويه، وأنوه في هذه النقطة بأن عدو النظام ليس الفيس بل الديمقراطية، ويفتح باب التفاوض مع من يملك الإمكانيات التي يمكن أن تضره (أي النظام)”.                      

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: