بهذه الجملة ختم المعلق الرياضي لقناة “دبي سبور” بلال أحمد علام تعليقه على مباراة المنتخب الجزائري ونظيره الروماني، عقب اجتياح الجماهير الجزائرية لميدان ملعب جنيف. وقبل أن أخوض في هذه الظاهرة السلبية، أود أولا أن أوجّه تحية تقدير وامتنان لهذا المعلق المصري الذي دخل كل قلوب الجزائريين الذين تابعوا المباراة على هذه القناة، بفضل حرارته وتشجيعه القوي للمنتخب الوطني إلى درجة بدا فيها وفي كثير من اللحظات أكثر جزائرية من بعض الجزائريين، كيف لا وبلال بدأ التعليق بقراءة مقطع من نشيد “قسما”، ثم خاض خلال المباراة في تاريخ الجزائر وثقافتها، وبطولة شعبها أثناء ثورة التحرير، وعشقه لكرة القدم، هذه اللعبة التي قدمت العديد من الأسماء الكبيرة والأندية العريقة ولا يتوانى معلقنا حينما يصف فريق نادي وفاق سطيف بـ«فريق القلب”، وبهذه الروح تمكن بلال أحمد علام من اختصار مسافة كبيرة وطويلة للتقريب بين الشعبين الشقيقين المصري والجزائري. وككل متتبعي هذه المباراة، تأثر المعلق “الجزائري” بلال للأحداث الصادرة عن بعض أفراد الجمهور الذي تابع المباراة، بداية من رمي كل أنواع المقذوفات والألعاب النارية، إلى اجتياح أرضية الميدان. هذه الظاهرة السلبية التي أصبحت علامة مسجلة للجزائريين، وانجر عنها توقيف المباراة قبل نهاية شوطها الأول بدقيقتين من طرف الحكم السويسري نيكولاي، وكاد أن يلغي شوطها الثاني، في مشهد غريب جعلنا محل سخرية واستنكار من قبل الكثير ممن تابعوا اللقاء، غير أن الحقيقة التي يعرفها كل الجزائريين، هو أن مثل هذه التصرفات تبقى عادية بالنسبة لنا كشعب لم تبذل سلطة دولته منذ الاستقلال أي جهد للاستثمار في البشر، بل وكان أفراد هذه السلطة قدوة لأفراد الشعب في “العفس” على القوانين، وعدم احترام المؤسسات الدستورية والمالية والإدارية، بدليل الاختلاسات المفضوحة والرشوة والبيروقراطية والفساد الذي أغرق البلاد والعباد، بل وغابت الدولة عن معالجة الكثير من المظاهر السلبية داخل المجتمع، فأصبحت سياسة “طاڤ على من طاڤ” هي التي تطبع الحياة اليومية لهذا المجتمع. فلا عجب أن نرى جمهورا يتمادى في الفرح بمنتخبه إلى حدود توقيف أو إلغاء المباراة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات