بعد أن تمت زراعة مفهوم أن الإسلام دين تطرف والمسلمين هم الإرهاب في اللاوعي من تفكير الشعوب والمجتمعات المعاصرة، حيث أصبح بمجرد تفكير الإنسان بمفهوم الإرهاب أو التطرف يتبادر لذهنه مباشرة المسلم والمسلمين والإسلام. ولترسيخ هذا المفهوم في اللاوَعي تُدار عمليات لقتل بشع وجرائم إنسانية باسم المسلمين هنا وهناك في مناطق ودول مختلفة من العالم، وتكثر الهجمات التي توصف ويعلن عنها باسم الهجمات الإرهابية في الدول الإسلامية وفي المناطق المجاورة للبلدان الإسلامية ناهيك عن دول العالم، وتكاد تُحرِز تلك الهجمات في الدول الإسلامية والمناطق المجاورة على نصيب الأسد في نسبة الإحصاءات العالمية للهجومات الإرهابية. وما يزيد ثباتا لهذا الترسيخ اِمتناع بعض دول العالم وعلى رأسها أمريكا لوضع تعريف للإرهاب، تلتزم به كل دول العالم لرغبتها في استخدامه سياسيًا في دول أخرى بدعوى محاربة الإرهاب. ولحماية مصالح دول أخرى مستعمرة تمارس كل أنواع التطرف والإرهاب، ومن أبرز من يمارس الإرهاب والتطرف في عصرنا الحاضر هي الدولة الصهيونية، ومن منا لا يعلم حقيقة العشق الأعمى التي تمارسه أمريكا مع الدولة الصهيونية؟! ومن منا لا يعلم حقيقة استيلاء الصهاينة على منابع قرارات الحكم في الدولة الأمريكية؟وحتى الدول العربية لم تتجرأ على وضع تعريف للإرهاب لأنه كذلك سيصف الكيان الصهيوني بالدولة الإرهابية، ولن يعترف أي أحد بذلك، لأن إسرائيل فوق القانون الدولي، والفضل كذلك يعود للدولة الأمريكية كما أشار لذلك سفير سابق لإحدى الدول العربية.وبعد الاجتماعات والملتقيات والمنتديات والنقاشات والأطروحات والدراسات والتوصيات العالمية التي خرجت بها لمكافحة الإرهاب والإرهاب العابر للقارات، والتي تعطي للعالم الضوء الأخضر إلى أبعد الحدود في التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة والمتنامية في العالم، والتي توصف بالعداء للحضارة العالمية المعاصرة، والتي هي في الحقيقة عبارة عن قيود جديدة وأكثر صرامة، تقيد المسلمين كأفراد وجماعات وجمعيات، وتمنع حريتهم في التواصل فيما بينهم أو مع العالم من حولهم، والدليل على أن المسلمين هم المقصودون بهذه التوصيات، فإنها أول ما طبقت شملت المسلمين دون غيرهم، والاعتقالات العالمية التي تمت مؤخرا في مختلف دول العالم كلها اعتقل فيها مسلمون يشتبه في ضلوعهم في عمليات إرهابية، أو تمويلات لمنظمات إرهابية قاموا بها.هل يتجه العالم لفكرة إنشاء سجون جديدة ومن نوع جديد أسوارها حدود البلدان العربية؟... هل يفكر العالم بسَجْنِ المسلمين ضمن دولهم، وبذلك عزلهم عن الاحتكاك بغيرهم؟وبعد تصريحات رؤساء العالم المعادية للإسلام، والتي كان آخرها تصريح هولاند بأن المسلمين هم أول ضحية للإرهاب، وما قامت به فرنسا مؤخرا ضمن حملتها المعروفة باسم السيطرة على منابر المساجد، والتي تجبر الأئمة على تكوين خاص في معهد كاثوليكي تحت ذريعة معرفة الآخر للتعايش معه.هل يفكر العالم في إنشاء دين إسلامي جديد يوافق هواه، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه الدين الوحيد في العالم الذي لم ينحرف عن الطريق والأصول والأٌسُسِ التي وُضِعَ عليها لأزيد من 1400 سنة قمرية، وأن المسلمين هم المجتمع الديني الوحيد في العالم الذين يؤدون شعائرهم الدينية بطريقة وسنة وُضِعَتْ منذ ذلك الحين؟ألا يجب على المسلمين أن يطوروا دينهم ويتخلوا عن مدارسهم الفقهية أفضل من أن يجبروا على دين إسلامي جديد رؤساء المذاهب فيه هم من أمثال هولاند وأوباما والنتن ياهو وغيرهم من فقهاء دول العالم- وإن كان تحريفا في نظر المسلمين وتطويرا في نظر الغرب- حتى يواكب ويرضي المتحكمين في العالم، وبذلك يُسْمَحُ لهم بالاتصال مع العالم؟تحديات جديدة تواجة المسلمين تطرح من خلالها أسئلة، والأيام كفيلة بالردّ عليها[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات