تأمّــــــــــلات في ســـــــورة الفجـــــــــــــــر

+ -

 قال اللّه عزّ وجلّ: {وَالْفَجْرِ} أقسم اللّه سبحانه وتعالى في هذه السّورة الشّريفة بالفجر، والفجر هو الوقت المعروف الّذي بحلوله تجب صلاة الفجر، وهو عبارة عن بياض في جهة مشرق الشّمس ممتد عرضًا من الجنوب إلى الشّمال، وهو المذكور بقوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} البقرة:187.وقوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} أي عشر ذي الحجّة، وهي كما ذهب إليه الجمهور أفضل أيّام السنة كما ثبت ‏عند أبي داود عن ‏ابن عبّاس رضي اللّه عنهما ‏قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ما مِن أيّام العمل الصّالح فيها أحبّ إلى اللّه من هذه الأيّام يعني أيّام العشر”، قالوا: يا رسول اللّه ولا الجهاد في سبيل اللّه، قال: “ولا الجهاد في سبيل اللّه إلّا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”. وقوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} وهما لفظان للتِّعداد.وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} وهو قسم بوقت اللّيل، واللّيل يبدأ بغروب الشّمس وينتهي بطلوع الشّمس كما في قوله تعالى: {ثُمَّ أتِمُّوا الصِّيَامَ إلَى اللَّيْلِ} أي غروب الشّمس.وأقسم اللّه به لكونه آية كونية دالة على عظمة الخالق وقدرته على التّدبير والتّصريف كما قال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ} يس:37. وهذا اللّيل الّذي يتمتّع به النّاس كلّ أربع وعشرين ساعة نعمة منسية لدى كثير من الخَلق مع أنّ اللّه تعالى لو حرمهم منه لمَا استطاعوا أن يأتوا به ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّه عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَه غَيْرُ اللّه يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} القصص:72.وقد خلق اللّه اللّيل فتُؤدَّى فيه فريضتان: وهما المغرب والعشاء، ونافلة التهجُّد والوِتر، وفي آخره يكون النُّزول الإلهي الشّريف، بيد أنّ الكثيرين أحالوا اللّيل من وقت عبادة وسكن إلى فُرصة عبث وصخب وسهر على فواحش ومنكرات وغير ذلك!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات