الدّعاء والتّسبيح والتّعوّذ في صلاة النّبيّ الكريم

+ -

 عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال: “صلّيتُ مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ذات ليلةٍ فافتتح البقرة فقلتُ: يركع عند المائة، ثمّ مضى فقلتُ: يصلّي بها في ركعةٍ فمضى، فقلتُ: يركع بها، ثمّ افتتح النّساء فقرأها، ثمّ افتتح آل عمران فقرأها. يقرأ مترسِّلاً. إذا مَرَّ بأيةٍ بها تسبيح سبّح، وإذا مَرَّ بسؤال سأل، وإذا مَرَّ بتعوذٍ تعوّذ..”، أخرجه مسلم. قال الإمام النووي في شرح مسلم: “فيه استحباب هذه الأمور لكلّ قارئٍ في الصّلاة وغيرها، ومذهبنا (أي الشّافعية) استحبابه للإمام والمأموم والمنفرد”.فالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جَمَع بين القراءة وبين الذِّكر وبين الدّعاء وبين التفكر، لأنّ الّذي يَسأل عند السّؤال ويتعوّذ عند التعوّذ ويُسبِّح عند التّسبيح، لا شكّ أنّه يتأمّل قراءته ويتفكّر فيها، فيكون هذا القيام روضة من رياض الذِّكر، قراءة وتسبيحًا ودعاءً وتفكّرًا، والنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في هذا كلّه لم يركع، فهذه السّور الثلاث: البقرة والنّساء وآل عمران أكثر من خمسة أجزاء، فتدبّر إذا كان الإنسان يقرأها بترسّل، ويستعيذ عند آية الوعيد ويسأل عند آية الرّحمة ويُسبّح عند آية التّسبيح.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: