قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلم يُنتَفع به، أو ولد صالح يدعو له”.فالدّعاء والصّدقة ممّا أجمع النّاس على وصولها إلى الميّت، وجاءت بذلك السّنّة الصّحيحة، من ذلك الدّعاء للميّت بعد الدّفن مباشرة، ففي الحديث عن عثمان رضي اللّه عنه قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا فَزَعَ من دفن الميّت، وقف عليه فقال: “استغفروا لأخيكم، وسَلُوا له التّثبيت، فإنّه الآن يُسأل” رواه أبو داود.وقال عمرو بن العاص في مرض موته لابنه: “أقيموا حول قبري قَدْرَ ما تُنحَرُ جَزور، ويُقسَم لحمُها، حتّى أستأنس بكم، وأنظرَ ماذا أُراجع به رُسُل ربّي” رواه مسلم.وقد جاء في الصّحيح عن أنس رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “العبد إذا وُضِع في قبره وتُوُلِّيَ وذهب أصحابُه حتّى إنّه ليَسمع قَرع نِعالهم، أتاه مَلكان فأقعداه فيقولان له: ما كنتَ تقول في هذا الرّجل محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فيقول: أشهد أنّه عبد اللّه ورسوله، فيُقال: انظُر إلى مقعدك من النّار أبْدَلَك اللّه به مقعدًا من الجنّة، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيراهما جميعًا، وأمّا الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري كنتُ أقول ما يقول النّاس، فيقال: لا دَريتَ ولا تَليتَ ثمّ يُضرَب بمِطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمَعُها مَن يليه إلّا الثّقلين” رواه البخاري.وليس في الدّعاء للميّت بالتثبيت صيغة معيَّنة لازمة، بل يدعو الإنسان بما شاء، ومن أدعية النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “اللّهمّ إنّ صاحبنا قد نزل بك، وخَلَّف الدّنيا من وراء ظهره، وافتقَرَ إلى ما عندك، اللّهمّ ثبّت عند المسألة منطقه، ولا تبتليه في قبره بما لا طاقة له به وألحِقه بنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم”.والصّدقة الجارية هي ما أجراه وقدّامه قبل موته، كمَن أجرى نهرًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، وغير ذلك من أعمال البرّ الّتي يستمرّ نفعُها ولو بعد موته. واللّه أعلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات