السلطة والمعارضة.. لعبة القرش والديناصور

+ -

 يقول فقهاء السياسة والفن والاقتصاد وحتى الدين، إن التكيف مع التغيرات والانفتاحية والرحابة باستقبالها، أمر محمود ومرغوب وغير مذموم، وتبني ما يمكن تبنيه ما لم يخدش الثوابت المتفق عليها سواء منها الإسلامية أو الوطنية أو حتى الإنسانية، ومن لا يقبل التغيير ينقرض مهما كان ثابتا وقويا، بل أن ذلك من سنن الله في الكون، فكل ثابت منقرض ولنا في الديناصورات خير دليل، فبينما صمد القرش أكثر من ثلاثمائة مليون سنة كما يقول العلماء، واجتاز العصور الحجرية والطباشيرية والثلجية وغيرها، وتغير وفق تغير الأوقات، فعاش وعمر وصمد ولا زال قرشا، بينما تمسك الديناصور بحجمه وشكله وطريقته في العيش فانقرض ..الأمر ينطبق هنا على السلطة في الجزائر، فمع استدعاء الكثير من الشخصيات والأحزاب والفعاليات في مشاورات تعديل الدستور، ربما بدأت السلطة تفهم جيدا أن موقفها من الأزمة السياسية الحالية لن يفيدها في شيء ما لم ترفع من سقف تنازلاتها، وبدا ذلك جليا باستدعائها وجوها سابقة وفاعلة في الحزب المحل، لكن في مقابل ذلك ترفض الخوض في تفعيل الكثير من مواد الدستور التي وجدت أصلا في دساتير سابقة ولم تطبق، فما معنى أن يتم تعديل مواد تحارب الرشوة والفساد، في حين يخاف القضاء من فتح الكثير من هذه الملفات على شاكلة ملف سوناطراك والجمارك وغيرها، وما فائدة أن تدستر المصالحة الوطنية والسلطة تخاف من فتح الملف ومناقشة خلفياته والمتسببين في الأزمة الوطنية، وما فائدة المشاورات إذا لم يتبنها الشعب واكتفى أويحيى بغلق أبواب مكاتب الرئاسة وراءها، زيادة على منع المشاركين من تنظيم ندوات صحفية باستثناء ما ينقله الإعلام العمومي المحسوب على السلطة، وبين هذا وذاك تبقى المعارضة أكبر خاسر لأنها لم تتمكن من تجميع نفسها والتكيف مع عملية تغيير جلد السلطة في كل مرة، خاصة أن أويحيى تمكن من استقطاب جل الطوائف السياسية، فمن سيكون يا ترى الديناصور ومن هو القرش ؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات