نصف الشعب السوري يختار رئيسه

 أدلى السوريون، أمس، بأصواتهم في انتخابات من المتوقع أن تسفر عن فوز ساحق للرئيس بشار الأسد في خضم حرب أهلية أسفرت عن مقتل أكثر من 160 ألف شخص، بحسب تقديرات المنظمات الدولية.وتضاربت المعلومات الواردة من سوريا، أمس بحسب وسائل الإعلام، ففي الوقت الذي أشارت الصحف والقنوات القريبة من النظام السوري إلى أن الانتخابات ”جرت في أجواء جيدة وفي ظل إقبال كبير من المواطنين”، ذهبت وسائل الإعلام المعارضة لنظام الأسد للتأكيد على عزوف السوريين عن التصويت واستمرار العمليات العسكرية في العديد من المناطق. وكانت الداخلية السورية أشارت إلى أن الاقتراع يجري في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، فيما لم تتمكن من تنظيم الانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في إشارة إلى سكان المناطق المشاركة في الاقتراع يمثلون حوالي 60 بالمائة من مجموع الشعب السوري، بحسب تقديرات خبراء. وجاءت التعليقات الدولية على ذات المنهج بين مرحب ومندد، فقد اعتبرت العواصم الغربية ومعها دول الخليج العربي أن الانتخابات ”مجرد مهزلة سياسية”، فيما اعتبرتها طهران وموسكو ”فرصة للخروج من الدوامة التي تعيشها البلاد”.ويخوض الأسد سباق الانتخابات في مواجهة منافسين اثنين لأول مرة في تاريخ سوريا الحديث، عقب تعديل الدستور الذي فتح الباب أمام التعددية، غير أن المتابعين للملف السوري يؤكدون أن خصوم الأسد ما هم في الواقع إلا واجهة، باعتبار أنهم غير معروفين لدى عامة الشعب السوري ودون ماض نضالي وسياسي يسمح لهم بمنافسة مرشح النظام.من جانبه، رفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم الانتقادات الغربية وقال إنه لا يمكن لأحد في العالم فرض إرادته على الشعب السوري، مضيفا أن سوريا ”تبدأ اليوم العودة إلى الأمن والأمان من أجل إعادة الإعمار وإجراء المصالحة الشاملة وتبدأ بمسار الحل السياسي للأزمة”، فيما اعتبر وزير الإعلام السوري عمران زعبي في حديثه لوكالة ”رويترز” أن ”حجم الإقبال رسالة سياسية للعالم”.وكانت العاصمة، دمشق والمدن التي جرت فيها الانتخابات شهدت تعزيز قوات الأمن لضمان سير الانتخابات دون عمليات من طرف الجماعات المسلحة المعارضة، فيما أكد ناشطون سوريون أن المعارضة المسلحة كثفت هجماتها، في حين واصل النظام قصفه لمختلف المناطق السورية تركزت بالعاصمة دمشق وريفها وحلب ودرعا واللاذقية وحماة، وقال المرصد إن قذائف عدة مصدرها المعارضة تسببت في إصابة عدة أشخاص.